الورشة التمهيدية الأولى لمؤتمر الإعلام العربي : الإنذار المبكّر للجميع    EW4 ALL  والتوعية


انطلق مؤتمر الإعلام العربي الرابع حول "دور الإعلام في مواجهة التغير المناخي" والذي ينتظم في بغداد بشراكة بين اتحاد إذاعات الدول العربية وشبكة الاعلام العراقي، بعقد ورشتين تمهيديتين تناولت الأولى موضوع " الإنذار المبكّر للجميع EW4 ALL  والتوعية" ، ترأسها المهندس باسل الزعبي مدير إدارة التطوير والتكنولوجيا في اتحاد إذاعات الول العربية، وشارك فيها خبراء من العراق وأندونيسيا وبريطانيا والهند والسودان ومن الاتحاد الدولي للاتصالات واتحاد إذاعات الدول العربية.

د. مصطفى المهدي المنسّق الإقليمي للإتصالات في الاتحاد الدولي للاتصالات 
قدّم مدخلا عاما عن مبادرات الإنذارات المبكرة للجميع  (EW4All)والأهداف المقرر تحقيقها عام 2027، وكشف أن هياكل الأمم المتحدة قطعت خطوات عملية في اتجاه خدمة خطتها الإعلامية الوقائية والبيئية ، بما في ذلك عبر اعتماد تجارب جهوية وإقليمية مع عدد من الدول، وأنها  اختارت في هذا السياق أربع دول أعضاء في جامعة الدول العربية للاستفادة من المبادرة التي اطلقتها في العراق بالتنسيق مع المؤسسات المختصة في مجالات الكوارث والانذار، وهي السودان وجيبوتي الصومال وجزر القمر .
وأوردت الورقة العلمية لمصطفى المهدي أن "الاعلام من بين الشركاء الرئيسيين في انجاز هذه المهمة" لان القنوات الاتصالية هي أداة إيصال المعلومات والومضات التوعوية للشعوب، خاصة بعد أن تبين أن نحو83 بالمائة يمتلكون الهاتف الجوال، كما ارتفعت نسبة مستخدمي الانترنت الى حوالي 70 بالمائة .
واستدرك بالقول إن  أربع دول عربية فقط تمتلك نظم انذار مبكر وهي الامارات وسلطنة عمان  والسعودية وقطر، وأن بعض الدول لديها نظام انذار مبكر لكن الإذاعات والقنوات التلفزية ليست طرفا فيه ، خلافا لما  تحقق في 3 دول عربية هي الكويت و سلطنة عمان وقطر، موصيا بتحيين أولويات النظام المبكر بالنسبة للإذاعات والتلفزات والمؤسسات الاعلامية وشركائها لضمان مشاركة فاعلة للميديا والرأي العام و عموم المواطنين من مختلف الاعمار والفئات والاوساط.
 
 
م. باسل الزعبي مدير إدارة التطوير والتكنولوجيا في اتحاد إذاعات الدول العربية  
 قدّم عرضا مفصّلا عن استعدادات الهيئات الاذاعية والتلفزيونية في مجال نشر الإنذارات المبكرة ومساهمات اتحاد اذاعات الدول العربية بالتنسيق مع شركائه في الاتحادات الإذاعية الإقليمية والدولية الأخرى .
وأكّد أن  الكوارث الطبيعية في ازدياد وأنه رغم أهمية الإنذار المبكر ومساهمته في  تخفيض الاضرار البشرية والمادية بنسبة لا تقل عن ثلاثين بالمائة ، فإن اكثر من نصف الدول العربية ليس لديها أنظمة للإنذار المبكر.
وسجلت ورقة المهندس باسل الزعبي أن الاتحادات العالمية للاتصالات والاذاعات تساهم في التواصل مع الرأي العام الشعبي لأن الإذاعة تغطي في معظم دول العالم اكثر من 90 بالمائة من الجمهور.
كما نوهت بكون الإذاعة ليست مرتبطة بتوفر الكهرباء والانترنيت  مما يسمح للراديو أن ينقل في كل الظروف تقريبا  رسائل إخبارية مباشرة، بما في ذلك ما هي  نوعية المخاطر وموقعها وسبل التنقل الى الأماكن الآمنة وطرق حماية الأفراد، بما يكرس الدور المركزي للإذاعة والاعلام حيث تأكّد أنه  يؤثر في مراحل الوقاية قبل وقوع الكارثة وعند التدخل أثناء الحدث وبعده .
وأكّد الحاجة الملحة الى منظومة إذاعية وتلفزية واحدة و الى الاستفادة من منظومة G5 مع استخدام  عقلاني وايجابي للذكاء الاصطناعي.
 
 
الأستاذ Iman Broteseno  مدير عام تلفزيون جمهورية أندونيسيا 
قدم عرضا للمعطيات الجيولوجية والجغرافية المميزة في شرق آسيا عموما وفي جزر أندونيسا خصوصا، وعن تجارب الوقاية من الزلازل والكوارث الطبيعية فيها و مخططات توسيع برامج الإنذار المبكر والحملات التوعية والاعلام ونشر الاخبار  بنحو 400 لغة مستخدمة في المنطقة .
 وسجل المحاضر المشاكل التي تشكو منها مناطق عديدة في العالم بسبب التعقيدات الجيولوجية والبيئية والمتغيرات المناخية ، خاصة في بلد مثل اندونيسيا فيه أكثر من 700 الف جزيرة و 400 قناة إذاعية وتلفزية .
لذلك اعتبر ان وسائل الاعلام وخاصة منها الاذاعية يمكن ان تساهم في التوعية ونشر الاخبار الصحيحة وتثقيف مئات ملايين المواطنين والسكان وتنظيم تحركاتهم في حالة توقع كوارث طبيعية ومناخية مثل الزلازل التي تتسبب بدورها في أزمات معقدة يمكن ان تفرز خللا في التوازنات الطبيعية والمجتمعية.
واعتبر المحاضر أن من بين نقاط القوة في تجربة أندونيسا أن وزارة الاعلام تتابع المتغيرات والمعلومات وتعرض مؤشرات الازمات الطبيعية والكوارث والمؤشرات التي حصلت عليها مؤسسات رصد الزلازل والكوارث الطبيعية، بعد ذلك تتابعها مع السلطات الحكومية وخاصة منها تلك التي تشرف على  قطاع الاعلام والاتصال ( وزارة الاعلام ) التي توفرها لبقية مؤسسات الدولة ووسائل الاعلام
 
 
الإعلامي Lindsay Cornel   من شبكة الاعلام البريطانية BBC 
 قدم مداخلة عن بعد عن تجارب مؤسسات بي بي سي الاذاعية والتلفزية والالكترونية والاجتماعية في نشر الخبر والوعي بالمخاطر عبر تعميم الاخبار بما فيها تلك التي لديها علاقة بالمتغيرات المناخية و الكوارث الطبيعية .
وأوصى بمزيد تطوير التنسيق بين مؤسسات  الاعلام والاخبار  المختصة في المتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، داعيا الى احترام شروط التوازن والدقة والنزاهة واخلاقيات المهنة عند تغطية القضايا البيئية والمتغيرات المناخية والكوارث الطبيعية .
كما دعا الى مزيد المتابعة والتفاعل مع المستجدات بالنسبة لجمهور المتابعين للبرامج الاذاعية والتلفزية والرقمية مع الاستفادة من الفرص التي وتوفرها التقنيات والشبكات الجديدة للاتصال ، بما فيها الشبكات الاجتماعية التي تعتمد صيغ التواصل والارساليات الإخبارية النصية والمصورة القصيرة التي تبين انها أصبحت واسعة الانتشار، وأصبحت مؤثرة جدا في كل البلدان ولدى كبرى مؤسسات الاعلام الدولية .
 
 
د. وسن فائق جميل صالح  الخبيرة العراقية في حماية البيئة والمتغيرات المناخية بوزارة البيئة العراقية
 قدمت تجربة عراقية في الوقاية من الكوارث الطبيعية والمتغيرات المناخية وآثارها الخطيرة وبينها انهيار السدود ونشوب الحرائق الواسعة في المؤسسات التصنيعية لمواد سريعة الالتهاب وفي المناطق السكنية  والزراعية الهشة.
وأوردت ان الدراسات والتقارير الاممية والجامعية تؤكد أن العراق هو خامس أكثر دولة عالميا متأثرة بالعوامل المناخية ، داعية الى حسن توظيف السياسات الإعلامية المناخية القادمة بالتنسيق مع مؤسسات الدولة المعنية بالمخاطر من حرائق وكوارث وسناريوهات انهيار السدود او حدوث كوارث طبيعية .
ونوهت الخبيرة العراقية الى المبادرة الأممية التي أطلقت في 2022 بهدف تعميم تجارب الإنذار المبكر للتغيرات المناخية بحلول 2027
وأضافت أن من بين أهداف المبادرة  الأممية حماية الجميع خاصة في البلدان النامية من المتغيرات المناخية والمخاطر البيئية واعداد الانسان والمجتمعات للتكيف مع آثارها والتحكم في الخسائر البشرية والمادية التي تتسبب فيها  ودعم التعاون الدولي في مجال الاعلام والانذار المبكر  . 
 
 
م.  Sharad Sadhu  الخبير البيئي من الهند 
 قدم مداخلة عن بعد عن أنظمة الإنذار المبكربالنسبة للشركات المصنّعة.
والتي أطلقت في 2022 تحت شعار"إنذار مبكر للجميع في 2027 ". 
في نفس الوقت  دعا الخبير الهندي الى تطوير الشراكات بين القائمين على قطاعات البيئة والاعلام وتحسين مردودية المؤسسات الإعلامية والإدارية المشرفة على الوقاية من الكوارث الطبيعية والمتغيرات المناخية .