"الإذاعة والتلفزيون في عهد التقارب الرقمي والبث المتعدد المنصات" موضوع ندوة الحوار المهني للجمعية العامة للاتحاد

ضمن فعاليات اليوم الثاني للجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية انتظم يوم 16 يناير / جانفي 2025 في المدينة المتوسطية ياسمين الحمامات بتونس حوار مهني تناول موضوع " الإذاعة والتلفزيون في عهد التقارب الرقمي والبث المتعدد المنصات " بمشاركة خبراء من تونس والسعودية  والامارات  وماليزيا والصين

وأدار الحوار في هذه الندوة أ.د. صادق الحمامي  مدير معهد الصحافة وعلوم الإخباربتونس الذي بيّن في مداخلة افتتاحية للندوة أن المؤسسات الإعلامية تواجه تحديات كبرى بسبب التحولات المتسارعة في البيئة التواصلية والمعلوماتية، حيث تتعدد الشبكات والمنصات والتكنولوجيات التي توفر محتويات متنوعة للجمهور،  قائلا إن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى رؤية جديدة واستراتيجيات متطورة للحفاظ على مكانتها وضمان استمراريتها في هذا العصر الرقمي.
وأوضح أن الاندماج التكنولوجي يطرح ثلاث مشكلات رئيسية أمام المؤسسات الإعلامية وهي: 
- اندماج التكنولوجيات داخل المؤسسات، وهذا الأمر يتطلب تحولات داخلية عميقة تشمل تنظيم الموارد البشرية وإعادة هيكلة البنية الداخلية للمؤسسات الإعلامية لتواكب التطورات. 
- المحتوى المتوافق مع المنصات المتعددة، ما يحتّم أهمية إنتاج مضامين مبتكرة وقادرة على الانتشار عبر مختلف المنصات المتعددة  مما يستدعي الابتكار والتجديد لتلبية احتياجات الجمهور.
- التفاعل مع الجمهور من خلال بحث كيفية تقديم تجربة مبتكرة وجديدة للجمهور ضمن هذا الكم الهائل من المعلومات والاتصال، بما يضمن ولاء الجمهور للمؤسسة الإعلامية في ظل المنافسة الشديدة.

 
وأوضح المشرف على أكاديمة التدريب الإعلامي باتحاد إذاعات الدول العربية  د. رضا النجار في مداخلته أن القنوات التقليدية تواجه تحديات جسيمة في ظل التحول السريع نحو العصر الرقمي، خاصةً مع المنافسة التي تفرضها المنصات الرقمية، وبيّن أن هذه المنافسة أدت إلى انقلاب جذري في سياسات البرمجة والتمويل والتواصل، بالإضافة إلى تغيّر فهم الجمهور المتلقي، وذلك بفعل انفجار الإنترنت وتحوّل وسائل الاستقبال.
وأشار إلى أن الهاتف الجوال أصبح الوسيلة الأساسية لاستقبال المحتويات وإنتاجها، مما أتاح للمواطن المبدع مجالاً واسعًا للإبداع. كما أكد أن منصات OTT نجحت في اكتساح السوق من خلال تحرير المشاهد من هيمنة المبرمج التقليدي، حيث أصبح بإمكانه اختيار ما يشاهده ومتى وأين يشاهده.
وأضاف أن هذه المنصات تعتمد نماذج اقتصادية متنوعة، سواء عبر الاشتراكات الشهرية، أو العرض المجاني مقابل الإعلانات ، وهذا التحول أدى إلى انهيار النموذج الاقتصادي للقنوات التقليدية، حيث تقلّصت الموارد المالية، خاصةً بالنسبة للتلفزيون العمومي الذي يعتمد على التمويل الحكومي والإعلانات، وبالتالي لا خيار أمامه سوى إعادة إنتاج نفسه لمواكبة التغيرات السريعة في المشهد الإعلامي.

 
وقدّم أمين عام اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي المهندس أحمد نديم  في مداخلته استراتيجيات وأدوات للتقارب التكنولوجي الناجح، ناقش خلالها تحديات وفرص البث الإعلامي في ظل التطور التكنولوجي السريع. وأكد أهمية دمج منصات الوسائط وتعزيز سير العمل التقليدي لدعم أنظمة التوصيل المتكاملة، مع ضرورة تبني تقنيات جديدة مثل OTT وVOD  ومنصات التواصل الاجتماعي والبودكاست والتطبيقات المحمولة، مستشهدا بأمثلة من أستراليا وكوريا الجنوبية والهند.
 كما أشار إلى أهم التحديات لمواكبة التقارب الرقمي مثل مواكبة التطور التكنولوجي، وموازنة الأنظمة القديمة والحديثة، والحفاظ على الثقة في عصر المعلومات المضللة. واختتم بتأكيد أهمية التعاون والابتكار لضمان نمو البث الإعلامي، مع إبراز دور اتحاد إذاعات اسيا والمحيط الهادي في دعم هذه التحولات.

 
وفي مداخلته قال مدير التبادل الإخباري والعلاقات الدولية في هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية ورئيس اللجنة الدائمة للأخبار في اتحاد إذاعات الدول العربية الأستاذ عبد العزيز الصرخي، بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية تسعى بشكل مستمر إلى تطوير آليات بثها من خلال الرقمنة واستخدام المنصات المتعددة لنشر محتواها، سواء في الإنتاج التلفزيوني أو الإخباري أو البرامجي، مما يعزز من حضورها في مجالي التلفزيون والإذاعة.
وأشار إلى أنه تم تقديم مجموعة من الحلول المقترحة لتجاوز التحديات التي تواجه مستقبل استخدام المنصات المتعددة، مع طرح الرؤية المستقبلية التي تهدف إلى مواكبة التطور العالمي في مجال الإعلام، مشيدا بمثل هذه الحوارات المهنية في تعزيز التعاون وتبادل الخبرات لتطوير قطاع الإعلام العربي بشكل شامل.

 
وقال رئيس قسم المحتوى الإذاعي بشبكة أبوظبي للإعلام الأستاذ صالح آل علي في مداخلته إن التحديات المتعلقة بالمحتوى الإعلامي تتطلب تسريع وتيرة العمل لتحسين جودة الإنتاج ومواكبة التطورات التقنية، وأكد أن المؤسسات الإعلامية بحاجة إلى ديناميكية أكبر لمواجهة هذه التحديات.
كما تحدّث عن تجربة أبوظبي للإعلام مشيرًا إلى أن المؤسسة اعتمدت استراتيجية متقدمة تقوم على تصنيف المحتوى وتوزيعه ضمن ملفات متخصصة، إذْ تشمل هذه الملفات مجالات الترفيه والثقافة والأخبار، بحيث يكون لكل ملف فريق مختص يتمتع بخبرة واسعة في السوق لدعمه وتحقيق نتائج متميزة، لافتا إلى أن هذه التجربة تساهم في تعزيز جودة المحتوى الإعلامي وضمان تحقيق الأهداف المرجوة في مختلف القطاعات الإعلامية.

 
وتناولت مداخلة نائب مدير قطاع  التعاون الدولي بمجموعة الصين للإعلام لمنطقة الشرق الاوسط Sun Hu التحديات الرئيسية التي تواجه الإذاعات والتلفزيونات في ظل التحول الرقمي السريع، حيث أبرز أن هذه الوسائل التقليدية تواجه ضغوطًا متزايدة لتتكيف مع التغيرات التكنولوجية وتوقعات الجمهور الحديث. 
وأضاف أن أبرز هذه التحديات تتمثل في : 
- توزيع المحتوى عبر منصات متعددة (من التلفزيون إلى تطبيقات الهواتف الذكية) - إنتاج محتوى متعدد اللغات لتلبية احتياجات الجماهير المتنوعة ثقافيًا ولغويًا، مع ضمان دقة الترجمة وملاءمة المحتوى للسياق الثقافي لكل منطقة.
- إدارة البيانات وتحليلها حيث أصبحت البيانات أداة أساسية لفهم سلوك الجمهور وتحسين تجربة المشاهدة. 
- استخدام الذكاء الاصطناعي لتوليد المحتوى