فعاليات متنوعة وعرض فني وحضور هام في الجمعية العامة 44 لاتحاد إذاعات الدول العربية
احتضنت المدينة المتوسطية ياسمين الحمامات بتونس فعاليات الجمعية العامة 44 لاتحاد إذاعات الدول العربية يومي 15 و 16 يناير / جانفي 2025 بحضور وفود الهيئات الإذاعية والتلفزيونية الأعضاء في الاتحاد، وممثلي عدد من المنظمات العربية والاتحادات الاذاعية الشريكة وعدد من المنظمات المهنية الاقليمية والدولية .
 
 
وفي جلسة الافتتاح الرسمي التي حضرها وزير السياحة في الجمهورية التونسية،  ألقى المدير العام للاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان كلمة ترحيبية عبّر فيها عن شكره وتقديره لتونس على دعمها المستمر للمنظمة، مشيرًا إلى أن الدورة تُعقد في ظل ظروف صعبة تمرّ بها الأمة العربية مليئة بالمخاطر والتحدّيات، جرّاء كثرة النزاعات والحروب بعدّة مناطق ساخنة من الوطن العربي، وفي طليعتها الأراضي الفلسطينية، مجدّدا تأكيد تضامن الاتحاد مع القضية الفلسطينية من خلال تغطية إعلامية مستمرة عبر شبكة مراسليه.
وأضاف أن الاتحاد توفّق في تنفيذ خطط عمله بأكملها خلال السنة المنقضية وأن  أبرز ما ميّز حصاد هذه السنة الدورة الثالثة لمؤتمر الإعلام العربي حول "الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي" ، و الدورة 24 للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون تحت شعار "نصرة فلسطين"، وتنفيذ كل برامج التدريب في مركز دمشق وفي الأكاديمية، والشروع في إنجاز المشروع الاستثماري الجديد مركز الأعمال .
 
 
ومن جهته قال رئيس الاتحاد الرئيس التنفيذي لهيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية محمد بن فهد الحارثي إن انعقاد الدورة 44 للجمعية العامة يجسّد روح التعاون الإعلامي العربي ويعزز قيم الوحدة والعمل المشترك، ويمثّل كذلك فرصة لتوحيد الجهود بين المؤسسات الإعلامية الإقليمية والدولية، لمواجهة التحديات الراهنة وتحقيق أهداف مشتركة تخدم المجتمعات، مشددا على دور الإعلام المحوري في تشكيل الرأي العام ونقل الحقائق وتعزيز قيم التسامح والتنمية المستدامة.
وعبّر رئيس الاتحاد عن الفخر بما تحقق خلال عام 2024 مشيرا بالخصوص الى بلوغ حجم التبادلات التلفزيونية أكثر من 12 ألف خبر بمعدل 40 خبر يوميا فيما شهدت التبادلات الاذاعية نموا بنسبة 17 % ، كما برز الاتحاد بدور ريادي في استكشاف وتطوير تقنيات مبتكرة ترفع من قيمة الخدمات التي يقدمها لهيئاته وتوظيف الذكاء الاصطناعي في انتاج المحتويات السمعية البصرية .
 
 
وألقى وزير السياحة في الجمهورية التونسية السيد سفيان تقيّة كلمة أكد فيها أهمية هذا الحدث الذي يمثل منبراً فريداً للتعاون الإعلامي والثقافي بين دولنا العربية ويعكس الأهمية التي يكتسيها الإعلام كرافد أساسي لدعم السياحة وتعزيز صورة وجهاتنا في العالم، مثمّنا الدور الهام لاتحاد اذاعات الدول العربية باعتباره إلى جانب رسالته الإعلامية يعمل منذ سنوات على أن يكون فاعلا في مجال الإستثمار خاصة السياحي من خلال بعث مشاريع ذات جدوى تساهم في الترويج للوجهة التونسية سواء السياحية أو كذلك الاقتصادية والاستثمارية مجددا التأكيد على استعداد تونس لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإنجاز مختلف المشاريع الرائدة من قبل الإتحاد في أفضل الظروف والآجال. 
وأبرز أن للسياحة والإعلام دور مشترك في تحقيق التنمية المستدامة وهناك جهود لتعزيز قطاع السياحة من خلال الابتكار وحسن توظيف التكنولوجيا، وإبراز الكنوز الطبيعية والثقافية عبر الشراكات الفعالة مع الإعلام الوطني والإقليمي والدولي، مؤكدا وجود التزام دائم بالخيارات الإستراتيجية للنهوض بالسياحة العربية تحت لواء المنظمة العربية للسياحة والمجلس الوزاري العربي للسياحة وبالتعاون مع المنظمات والهياكل العربية الفاعلة على غرار اتحاد إذاعات الدول العربية.
وأشاد الوزير بالمستوى المرموق الذي بلغه "المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون" باعتباره من أهم الفعاليات التي ينظمها الإتحاد سنويا في تونس ويحظى باهتمام كبير في تونس ويساهم سنويا في تدعيم الحركية الاعلامية والثقافية والسياحية .
 
 
وتناول الكلمة في جلسة الافتتاح السفير أحمد رشيد خطابي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية منوها بدور الاتحاد الفعّال في العمل العربي المشترك في مجال الاعلام من خلال مشاركته في مجلس وزراء الاعلام العرب كمراقب وما يقوم به من نشاطات مكثّفة في مجالات التبادل والانتاج المشترك والتدريب .
وأشاد بالدور المهني المتميز للاتحاد في تغطية أحداث غزة وبانفتاحه اقليميا ودوليا على عديد الشراكات المثمرة قائلا :" إن اتحاد إذاعات الدول العربية نموذج مشرّف للمنظمات المهنية ونحن معتزون به في جامعة الدول العربية" 
 
 
والى جانب كلمات الافتتاح الرسمية تميزت الجلسة الأولى بمسحة من الفن والثقافة والحضارة من خلال تقديم عرض فني كوريغرافي بعنوان "أنغام وأحلام" من تقديم بالي سهام بلخوجة من تونس .
وانطلق العرض بتحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني الصامد من خلال أغنية “يا قدس” للفنانة فيروز رافقتها لوحة فنية كوريغرافية جسّدت صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب والدمار الاسرائيلية .
وتمثل العرض في جولة فنية غنائية رافقتها لوحات راقصة حملت الحاضرين الى كل الدول العربية من خلال أغان ورقصات من التراث الغنائي العربي وصور مجسّمة لأهم وأجمل المعالم العمرانية والثقافية والحضارية والسياحية في شتى الدول العربية ما جعل الحاضرين يتفاعلون مع العرض ويستحسنون فكرة تجميع كل الدول العربية في عرض فني كوريغرافي 
واختتم العرض بأغنية ولوحة راقصة ايطالية في إشارة الى الانفتاح على العالم الآخر ونشر ثقافة الحوار بين الثقافات والحضارات وقيم السلام والعيش المشترك.
 
  
 
وتابعت الجمعية العامة عرضا  بالمجسّمات والفيديوهات لتقرير الادارة العامة حول نشاط الاتحاد بين الدورة الحالية والدورة السابقة في مختلف المجالات :
- الأخبار والبرامج التلفزيونية
- الإذاعة
- تغطية الأحداث داخل المنطقة العربية وخارجها  
- التبادل الإخباري 
- تغطية الأحداث في فلسطين 
- نشاط المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج
- التدريب الإذاعي والتلفزيوني
- نقل وتغطية التظاهرات الرياضية
- الهندسة وتكنولوجيات الاتصال
- الإعلام الجديد
- التعاون والشراكة
- اللجان الدائمة والندوات 
- الإعلام والاتصال والنشر 
- المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون
- مؤتمر الإعلام العربي
- استثمارات الاتحاد
- التقرير المالي
 
 
وفسح المجال اثر ذلك لتدخلات ممثلي المنظمات وشركاء الاتحاد :
- إدارة المنظمات والاتحادات العربية بجامعة الدول العربية
- هيئة الاذاعة والتلفزيون الايطالية 
- اتحاد اذاعات آسيا والمحيط الهادي 
- اتحاد الاذاعات الأوروبية
- اتحاد اذاعات دول منظمة التعاون الاسلامي 
- اتحاد الإذاعات الافريقية
- المعهد الأسيوي للتنمية الإذاعية 
- المؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية في حوض المتوسط 
- منظمة التحالف الإعلامي اللاّتنوأمريكي 
وقد عبر ممثلو شركاء الاتحاد عن الاعتزاز بما يجمعهم بالاتحاد من علاقات تعاون وشراكة عريقة ما فتئت تتدعم وتتنوع سواء من خلال التبادل الاخباربي والبرامجي أو في ميدان التدريب والانتاج المشترك وأيضا عبر العديد من برامج الشراكة في مجالات شتى وهو ما حقق الاستفادة المتبادلة .
وشهدت الجلسة الموافقة على طلب هيئة الاذاعة والتلفزيون التركية التي لها قناة ناطقة باللغة العربية على طلب الانضمام الى اتحاد إذاعات الدول العربية بصفة عضو منتسب.
كما شهدت الجلسة توقيع مذكرة تفاهم بين اتحاد اذاعات الدول العربية  ومنظمة التحالف الإعلامي اللاّتنوأمريكي في مجال التبادل .
 
 
وفي ختام أشغال اليوم الأول كان للأعضاء العاملين في الاتحاد جلسة مع وفد من اللجنة الأولمبية الدولية خصص لبحث سبل تنشيط التعاون في مجال نقل الألعاب الأولمبية .
وعبّر وفد اللجنة الأولمبية عن الاعتزاز بالمشاركة في الجمعية العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية الذي له تجربة عريقة وطويلة في نقل الألعاب الأولمبية.
 وأكّد أن الحاجة ماسّة اليوم أكثر من أي وقت مضى لنشر وترسيخ القيم الأولمبية وثقافة السلام والتعايش في عالم مضطرب وفيه الكثير من التشنج، مضيفا أن المنطقة العربية لها ثقلها ووزنها واللجنة الأولمبية تعوّل على اتحاد إذاعات الدول العربية في لعب دور أساسي في بث المنافسات الأولمبية على أوسع نقاط لأن البث الاعلامي هو أهم عامل في نشر مبادئ الحركة الأولمبية ، والحدث الوحيد الذي مازال قادرا لى جمع كل العالم هو الألعاب الأولمبية.
و عبر رئيس الاتحاد عن الترحيب بعرض اللجنة الأولمبية الذي يعبّر عن نوايا طيبة يتطلّب تجسيمها موارد ضخمة وتعاون كبير بهدف مساعدة الهيئات الأعضاء على تمكين جماهيرها من متبعات المنافسات الأولمبية، في إطار تركيز تعاون بنّاء ومثمر ودائم بين الاتحاد واللجنة الأولمبية الدولية .
وأفاد المدير العام للاتحاد أن العلاقة مع اللجنة الأولمبية تعود الى أكثر من 40 سنة حيث تواصلت من 1976 الى 2016 معربا عن الأمل في تجديد هذه العلاقة خصوصا بعد التعاون الذي كان مؤخرا بمناسبة الألعاب البارلمبية باريس 2024 التي اقتنى الاتحاد حقوقها ومنحها الى هيئاته الأعضاء .