في إطار أشغال الاجتماع الحادي والعشرين للجنة الدائمة للأخبارالتلفزيونية باتحاد إذاعات الدول العربية انعقدت الندوة الاخبارية السنوية يوم 15/10/2024 بمقر الاتحاد وتناولت موضوع " الأخبار الزائفة في تغطية الحروب و الأزمات "
وفي المحور الأول بعنوان " الحرب الهجينة...المعلومات سلاح إسرائيل في حرب غزة " قال د. أسامة عبد الله أستاذ الاعلام بجامعة خضوري في فلسطين إن الدعاية الإسرائيلية وحلفائها ومؤيديها تسلّحوا في الحرب على غزة بالأكاذيب والتلاعب بالمعلومات بوصفها سلاحًا إلى جانب العمليات العسكرية على الأرض، خصوصا في ظل استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى المضلل، الذي يصعب تفنيده بالأدلة القاطعة مقارنة بالادعاءات الأخرى، مما يعقّد من قدرة الجمهور على التمييز بين الحقائق والأكاذيب.
وأوضح أن هدف إسرائيل من وراء ذلك التلاعب بالرأي العام، وتشويش الرؤية لدى الجمهور، وإيجاد المبررات لعملياتها العسكرية، وتشويه صورة الفلسطيني بشكل عام، والمقاومة الفلسطينية على وجه الخصوص، مضيفا أن قوة الرواية الإسرائيلية لا تكمن في بنى الخطاب، بل في السيطرة على السياق التقني والاتصالي الذي ينقل هذه الرواية.وأيضا من التدفق السريع للمعلومات المضللة.
وأكد في الختام ضرورة تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة التضليل الإعلامي من خلال :
- تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في التصدي للتضليل خلال الحروب والنزاعات، وبمختلف اللغات.
- الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد المحتوى المضلل بكفاءة أعلى.
- تعزيز الدور التوعوي حول مخاطر نشر المعلومات المضللة والخاطئة، حتى في إطار الدعم والتعاطف، لما لذلك من آثار كبيرة على مصداقية الرواية الفلسطينية وعلى التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني.
وفي المحور الثاني بعنوان " كيف تعاملت منصات التحقق من الأخبار مع المعلومات الخاطئة والمضللة وقت الأزمات الأخيرة ؟ " أفادت د. أروى الكعلي الأستاذة بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار في تونس أنه تم إنشاء الشبكة العربية لمدققي المعلومات (AFCN) في أواخر عام 2020 استجابة لانتشار المعلومات المضللة حول كوفيد-19، والشبكة بدأت بـ 7 مشاريع لتدقيق المعلومات في عام 2021، ووصل عدد الأعضاء إلى 41 منظمة ومبادرة في عام 2024، وتضم حاليا أكثر من 250 مدققًا للحقائق من 12 دولة عربية.
وأكدت أن التفسير في بداية الأزمة وخلالها يلعب دورا كبيرا في مساعدة الجمهور على تجنب الوقوع في فخ المعلومات الخاطئة والمضللة مستشهدة بمحاولة مبادرة التحقق "أنير" الإجابة على السؤال "كيف زلزلت الأخبار المضللة الحقيقة حول زلزال تركيا وسوريا؟"، حيث تناولت الادعاءات الرئيسية حول إمكانية التنبؤ بالكوارث الطبيعية المماثلة والأحداث التي تلت الزلزال، أو المقال "خطر الأخبار الزائفة خلال الكوارث الطبيعية: زلزال تركيا وسوريا كمثال" الذي نشرته منصة التحقق من الحقائق "مسبار".
وأضافت أن التعاون بين منصات التحقق العربية رغم السياق التنافسي مهم للغاية لأنه يسهل العمل ويقلل التحديات ويزيد الوصول وتأثير المحتوى الذي يتم إنتاجه .
وختمت بالقول إنه بالامكان تطوير العمل العربي في هذا المجال من خلال :
التحقيقات المتقدمة / التقارير التي تفكك السرديات خاصة خلال حالة الأزمة المستمرة / التربية المعلوماتية / التفنيد الوقائي / الاستجابة السريعة والنشر المستمر / دعم التعاون وتبادل الخبرات / التعاون مع وسائل الإعلام / اعتماد سرد وأشكال جاذبة للجمهور / توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة التحقق / دعم المنصات العربية للحصول على تأشيرة الشبكة الدولية لتقصي الحقائق .
وفي المحور الثالث بعنوان " تزييف الأخبار في عصر الذكاء الاصطناعي: التحديات وآليات الكشف" أفاد م. سمير الجميعي رئيس مكتب الاعلام الجديد باتحاد إذاعات الدول العربية أن انتشار الأخبار المزيفة يتزايد بسبب الإمكانيات المتاحة عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يجعل التحقق من صحة الأخبار أمرًا بالغ الأهمية لضمان المصداقية والحفاظ على ثقة الجمهور .
واستدلّ ببعض الأمثلة من ذلك :
- توليد فيديو متحرّك بتزييف عميق وخصائص مهنية منخفضة من صورة مركّبة و ناطق بنبرة مُستنسخة من صوت حقيقي
- تزييف عميق باعتماد تقنية توليد صورة من خلال وصف نصي عبر تطبيقة مفتوحة المصدر و مجانية متاحة للجميع
- التزييف العميق المباشر LIVE DEEP FAKE
واستعرض في المقابل وسائل وحدود التحقق من التزييف العميق مؤكدا أنه بقدر ما تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي إمكانيات التزييف بقدر ماتتيح أيضا إمكانيات التفطن لهذا التزييف، ما يحتّم امتلاك ناصية هذه التقنيات لتجنّب الوقوع في فخ الشبكات المضللة
وأكّد أنه لا مناص من التحرّر من هيمنة المنصات العالمية لأن الحرب تدور رحاها على منصات التواصل الاجتماعي و وسائلها الغير متاحة بشكل متكافئ من خلال خوارزميات مدعومة بالذكاء الإصطناعي يقع تطويعها حسب رغبة المتحكمين في المنصات، وكذلك حجب المحتويات أو منع توزيعها، وأيضا ترويج المحتويات وجمع و استغلال المعطيات الشخصية .