في إطار التعاون القائم بين منظومة الاتحادات الإذاعية (WBU) ومكتب الأمم المتحدّة للحدّ من مخاطر الكوارث (UNDRR)، شرع الطرفان في تنفيذ عدد من البرامج التوعوية وتدريب الصحفيين والصحفيات في عدّة مناطق من العالم ومن بينها المنطقة العربية، لتعزيز الوعي العام والتثقيف المجتمعي ولتحقيق الجاهزية الأفضل للاستجابة بشكل مناسب أثناء الكوارث.
وفي سياق انخراط اتحاد إذاعات الدول العربية في هذا الاهتمام الأساسي من استراتيجيات التنمية العالمية، نظمت أكاديمية الاتحاد للتدريب الإعلامي دورة تدريبية حول "دور الإعلام في الحدّ من مخاطر الكوارث وإنقاذ الأرواح" وذلك في مقرّ الاتحاد في تونس خلال الفترة من 22 إلى 25 أبريل 2024.
وقد شارك في هذه الدورة صحفيون ومنتجون مهتمون بموضوع المناخ والمحيط والكوارث الطبيعية مثلوا الهيئات الاذاعية والتلفزيونية في الجزائر وتونس وجزر القمر وجيبوتي واليمن وعمان ومصر ولبنان وفلسطين والأردن الى جانب مرصد الساحل والصحراء في جنوب افريقيا .
وفي الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة توجه المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان بكلمة أكد فيها أن الاتحاد إيمانا منه بدور الاعلام الجوهري في معاضدة الجهود الوطنيّة لمواجهة الظواهر والكوارث الطبيعيّة، انخرط في المشروع الدولي للحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعيّة لمنظمة الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، والذي يهدف إلى توعية وتدريب الصحفيين والصحفيّات في عدّة مناطق من العالم ومن بينها المنطقة العربية، وقال إن الاتحاد من خلال استضافة هذه الورشة يطمح إلى الإسهام في تكوين مجموعة عربيّة من الصحفيّين والصحفيّات المتخصّصين في الشأن البيئي وفي التعامل مع الكوارث الطبيعيّة.
ومن جهته أعرب أمين عام اتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي المهندس أحمد نديم عن الاعتزاز بالمساهمة في هذا المجهود الذي سيكون له دور في دعم اهتمام وسائل الاعلام والصحفيين بالمواضيع المتصلة بالكوارث الطبيعية والبيئة بشكل عام ما سيكون له بالنتيجة تأثير إيجابي في وعي المواطنين بأهمية هذه المسائل .
وأبرز ممثل مكتب الامم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث الأستاذ فادي جنان أن تعزيز نظم الإنذار المبكر من شأنها الوقاية من مخاطر الكوارث وتخفيف آثارها والخسائر الناجمة عنها، و أن للصحفيين دور في إيصال المعلومة للمجتمع بسرعة ودقة غير أن الأبحاث تشير إلى أن الصحفيين غالبًا ما يفتقرون إلى الاستعداد اللازم لتغطية مختلف أنواع الكوارث وبالتالي فمن الأهمية بمكان أن يكتسبوا المعرفة والتدريب والدعم الكافي لتعزيز قدراتهم في هذا المجال.
وقال ممثل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية Bernard Gomezإن مسألة التغيرات المناخية بات اليوم من أهم القضايا التي لها تأثير مباشر في حياة المجتمعات واقتصادات البلدان ما يحتم تكريس ودعم الوعي البيئي لدى كافة شرائح المجتمع وفي طليعتها وسائل الاعلام والعاملين بها .
وأفاد ممثل الاتحاد الدولي للاتصالات د. مصطفى المهدي أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تلعب دورا محوريا في مراقبة البيئة وتحليل البيانات للإنذارات المبكرة ما يحتم دعم التشبيك والتآزر بين هذه التكنولوجيات ووسائل الإعلام من ذلك على سبيل المثال أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات توفر مجموعة من الأدوات والمنصات التي تمكن المؤسسات الإعلامية من نشر المعلومات المهمة بسرعة .
وقال ممثل الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر Mr. Nathan Cooper إن أنظمة التنبيه الطارئ غالبًا ما تفشل لأن الناس لا يتلقون الرسائل أو لا يفهمونها أو لا يكونون مستعدين للتصرف. ودعا الى التعاون بين الحكومات ووسائل الإعلام وجمعيات الهلال والصليب الأحمر لتطوير رسائل مشتركة يمكن فهمها، وتوفير التدريب ومساعدة الناس على التصرف قبل وقوع الخطر.
وفي كلمته تولى د. رضا النجار المشرف على أكاديمية الاتحاد للتدريب الإعلامي تقديم عناصر برنامج الدورة التدريبية التي تتمحور أساسا حول برنامج الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث وكيفية تحسين تغطيتها الإعلامية وتقديم طرق الإنذار المبكر وذلك للتقليل من آثارها ومن الخسائر البشرية كنتيجة مباشرة لهذه الكوارث. وأضاف أن الاتحاد قام ولأول مرة بتعريب الدرس الذي أعدته الأمم المتحدة بالانقليزية ولم يكتفي بذلك بل أضاف لهذا الدرس أمثلة من واقع المنطقة العربية التي شهدت في الفترة الأخيرة سلسلة من الكوارث الطبيعية .