جلسة افتتاح مؤتمر الاعلام العربي حول الاعلام في عصر الذكاء الاصطناعي كانت بنكهة تقنيات الذكاء الاصطناعي

 وسط حضور عربي ودولي لافت كان انطلاق مؤتمر الاعلام العربي في دورته الثالثة يوم الأربعاء 17/01/2024  حول الاعلام في عصر الذكاء الاصطناعي: الفرص والرهانات .

وقد حفلت قاعة المؤتمرات بفندق Royal ASBU  بالمشاركين من ضيوف اتحاد اذاعات الدول العربية، وشهدت الجلسة الافتتاحية حضور عدد من الوزراء والسفراء العرب الى جانب رؤساء الهيئات الأعضاء في الاتحاد ومساعديهم وممثلي الاتحادات الاذاعية والمنظمات المهنية الاقليمية والدولية، وكذلك العديد من الخبراء والأكاديميين والفاعلين في تكنولوجيات الاتصال الحديثة، فضلا عن الاعلاميين والصحفيين والمراسلين الذين جاؤوا للحضور والمواكبة .

وقد كانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بنكهة الذكاء الاصطناعي حيث اختار المدير العام للاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان أن يتوجه الى المشاركين بكلمة تم اعدادها بتقنية الذكاء الاصطناعي صوتا وصورة، وقد رحب فيها بالحضور باللغات العربية والانقليزية والفرنسية والصينية والايطالية . ومن أبرز ما جاء في هذه الكلمة أن الاتحاد أطلق مبادرة مؤتمر الاعلام العربي سنة 2021 ليكون فضاءً سنويا للتفكير المعمّق والبحث الجادّ في أمّهات قضايا الساعة ذات العلاقة الوثيقة بقطاع الإعلام بشتّى تفرّعاته والخروج بمقترحات حلول للاشكاليات المطروحة .

وقد لاقت هذه الكلمة بتقنية الذكاء الاصطناعي ترحيبا وتفاعلا من الحاضرين ذلك أنها جعلت المؤتمر يدخل في صلب الموضوع منذ البداية، وفي تعقيبه على ذلك تناول المهندس عبد الرحيم سليمان الكلمة ليؤكد أن الاتحاد شرع بعد في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في أنشطته وفعالياته وأن سنة 2024 ستشهد دفعا لهذا المسار بتوجيه من المجلس التنفيذي والجمعية العامة . وأعلن للحاضرين أنه اضافة الى كلمته التي كانت بتقنية الذكاء الاصطناعي فان تقديم فقرات المؤتمر ستكون من قبل مذيعة افتراضية بتقنية الذكاء الاصطناعي .

وتناول الكلمة في الجلسة الافتتاحية الأستاذ محمد بن فهد الحارثي رئيس الاتحاد الرئيس التنفيذي لهيئة الاذاعة والتلفزيون السعودية مؤكدا أن موضوع الذكاء الاصطناعي قد اصبح هو موضوع الساعة، فالموجة الثورية لتقنيات الذكاء الاصطناعي لاتوسم فقط بالسرعة والفعالية بل تحمل في طياتها تغييرات جذرية قد تعيد تشكيل صناعة الإعلام باكملها، ونحن هنا لنتعلم كيف يمكن أن نكون جزءا من هذا التغييرلأن الذكاء الاصطناعي ليس عدوا يتربص بنا بل صديقا ينتظر منا احتضانه وتوظيفه واستيعابه.

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح  جزءًا لا يتجزأ من البنية الأساسية للعديد من المؤسسات الإعلامية يساعد في تحرير المحتوى وتخصيص التجارب وتحليل البيانات الضخمة، ومع ذلك ينبغي علينا أن ننتهز الفرصة لنتأمل في كيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتعزيز القيم الأساسية للإعلام ألا وهي الصدق والدقة و العمق والمسؤولية .

وقال ان من مزايا هذا المؤتمر في دورته الثالثة أنه سيطرح العديد من الاسئلة : كيف نحمي خصوصية جمهورنا في الوقت الذي نعتمد فيه على البيانات لتوجيه قراراتنا؟ كيف نضمن أن الأخبار التي يولدها الذكاء الاصطناعي تظل متوافقة مع معاييرنا الصحفية؟ وكيف نحافظ على البعد الإنساني في قصصنا في عالم يزداد اعتمادًا على الآلات والأنظمة الآلية؟

وفي كلمة الافتتاح الرسمي لأشغال المؤتمر توجهت الدكتورة حياة قطاط القرمازي وزيرة الشؤون الثقافية في تونس بالتحيّة لاتحّاد إذاعات الدول العربية الذي لا يَدَّخرُ جُهْدَا في انْتهاج كلّ ما منْ شأْنه أن يُسْهمَ في تحْقيق رُقيِّ المشهد الإعلامي والثّقافيّ والتّربوي العربيّ وتعزيزِ ما بَلَغَهُ من مَكَانَةٍ، ولِحرْصِه الدَّؤُوبِ على أن يَحِفَّهُ بِمُوجِبَاتِ التّطْويرِ ومُواكَبَةِ المُتغيِّرات والتّطلُّعُ إلى ديْمُومَتِهِ.

 كما أثنت على حُسْن اختيَار محور هذا المؤتمر  اذ ما أحْوجَنا اليوم وأكثر من أيّ وقْتٍ مضَى إلى التَّباحُثِ حوْل السُّبُلِ الكفيلَةِ بالإهْتداءِ إلى طَرائِقِ الإفادة من الطّفْرةِ المعرفيّة التي يشهدها عالمنا وتبيّن الرّهانات التي يطرحها عصر الذكاء الاصطناعي على إعلامنا العربي.

وعبرت الوزيرة عن الأمل في أن تصب مخرجات هذا المؤتمر في اتجاه  تمكين الإعلاميين العرب وتعزيز قدراتهم بالدُّربة على حُسْن اسْتخدام تقنيّات الذكاء الاصطناعي وإجادة استعمال تطبيقاته في صناعة المحتوى الإعلامي، وكذلك الدعوة إلى أهميّة مُوَاءَمَة التشريعات والقوانين وتطويريها بما يُتِيح التّعاملَ الآمنَ مع هذا التطوّر التكنولوجي والمعرفيّ ويُعزّز طُرق الاسْتفادة منه، مع التَّحْصين من سَطْوَتِه وهيْمنتِهِ وآثاره السلبيّة في ذات الآن.

وأضافت أنّ الحاجة اليوم أصبحت مُتأكّدة لوضع سياسات واستراتيجيّات مُشْتركة في مُواجهة التّحديات الكبرى لعالم الذكاء الاصطناعي وما يفْرضه من تعاونٍ وتوْحيدِ التوجّهات وتشْبِيك الجهود، خصوصا في مُواجهة قُدْرة  الذكاء الاصطناعي على تَنْميط سُلوك الأفراد وإمكانيّة اسْتخدامه كوسيلة للهيْمنة الثقافية على الأفراد والمجتمعات ، ومن هنا تبرز أهميّة الصلة بين الإعلاميّ والثقافيّ ودَورُهُما الجوهريّ في توجيه المحتوى الرقمي ومواجهة العزلة الثقافية والقطيعة مع الهوية التي قد يُؤدي لها الاستخدام غير المدروس للذكاء الاصطناعي

وقدم د. هانس هوفمان Hans Hoffmann    رئيس وحدة أساسيات الإعلام  وتكنولوجيا الإنتاج باتحاد الإذاعات الأوروبية مدخلا عاما للموضوع قال فيه بالخصوص ان الذكاء الاصطناعي حمل معه الكثير من الاضافات ولكن أيضا من التحديات بالنسبة الى المؤسسات الاعلامية وخاصة الاذاعات والتلفزيونات .

وأضاف أن من الركائز الأساسية في استخدام الذكاء الاصطناعي فهم وتحليل وادارة البيانات اذ لا بد من التفكير مليا قبل وضعها في تطبيقات الذكاء الاصطناعي لأن هذه البيانات متى حصل ذلك أصبح من غير الممكن استرجاعها.

وشدد على ضرورة وضع استراتيجيات أفقية في التعامل مع الذكاء الاصطناعي وأن من أبرز ركائز هذه الاستراتيجيات التكوين والتدريب الذي يجب أن يكون قارا وأن تتعاون فيه المؤسسات الاعلامية مع الجامعات .

وبخصوص المضمون المنتج بتقنيات الذكاء الاصطناعي قال د. هوفمان انه يجب أن يكون مجددا ومثيرا للتفكير والتساؤل .