اتحاد اذاعات الدول العربية يستضيف ندوة علمية حول السيادة الرقمية العربية

 استضاف اتحاد اذاعات الدول العربية يوم الأربعاء 6 ديسمبر 2023 في مقره بتونس ندوة علمية حول السيادة الرقمية العربية نظمها مركز جـامعـة الـدول العربيـة بتـونس بمشاركة عدد من المنظمات العربية ذات العلاقة ونخبة من المختصين والخبراء .

وفي مستهل هذه الندوة أكد المدير العام لاتحاد اذاعات الدول العربية المهندس عبد الرحيم سليمان أن موضوع الندوة يكتسي أهمية بالغة لبلداننا وشعوبنا  العربية في ضوء ما يشهده العالم من سطوة رقمية هائلة أفرزت تحوّلات متسارعة اكتسحت مختلف مجالات الحياة واستبدلتها بواقع مغاير يحمل معه ظواهر جوهرية عميقة لا تخلو من الآثار السلبية على المنطقة العربيّة التي هي من أكثر مناطق العالم استهلاكا للوسائط الجديدة ، وأضاف أن مواجهة هذه التحولات و حماية شعوبنا تحتم  تضافرجهودنا تحت مظلة جامعة الدول العربية في إطار رؤية مشتركة تشمل كذلك منظّمات العمل العربي المشترك ودولنا العربية .
 
    
 
وفي كلمته الافتتاحية أشار الســفير د. محــمد صالـح بن عيــسى الأمين العام المساعد رئيـس مركز جـامعـة الـدول العربيـة بتـونس إلى اعتماد الاستراتيجية العربية للاتصالات والمعلومات (الأجندة الرقمية العربية 2023-2033) التي تم اعدادها من قبل مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات في يناير 2023 ثم اعتمادها من قبل القادة العرب في قمة جدة في مايو 2023، إلى جانب ما أقره مجلس جامعة الدول العربية في اجتماع الدورة (160) على مستوى وزراء الخارجية في 6-9-2023 من تعزيز للتعاون العربي في مجال الأمن السيبراني بإنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب  يكون له أمانة عامة ومكتب تنفيذي مقرهما مدينة الرياض استشعارًا من الدول العربية بأهمية التنسيق والتعاون الإقليمي العربي في الأمن السيبراني في ظل تزايد التهديدات السيبرانية على دول العالم .
وأضاف أن هذه الندوة ستسمح بطرح ومناقشة أسئلة جوهرية لا يجب أن نغفل عنها في عالمنا العربي :
- إلى أي حد ستتاح لمجتمعاتنا العربية في ظل الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني المعتمدة هذه السنة، الفرص والإمكانيات لضمان سيادتها الرقمية وصيانة الأمن القومي العربي سواء على مستوى الأمن السيبراني أو أمن تكنولوجيات المعلومات والاتصالات؟
- إلى أي حد ستتوفر لمجتمعاتنا الفرص والإمكانيات لتحقيق المعادلة المثلى بين ضرورات الانفتاح على العالم والأخذ بكل المستجدات من جهة، وضرورة المحافظة على مكتسباتنا الحضارية وهويتنا العربية، من جهة أخرى؟
- ما الذي يجب القيام به لرصد ومجابهة المضامين الكاذبة التي تخدم مصالح اللوبيات المهيمنة على     الشبكات ومواقع الاتصال 
 
 
وقدم المهندس محمد بن عمر المدير العام للمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات عرضا افتتاحيا للموضوع خلص فيه الى أن إرساء السيادة الرقمية في المنطقة العربية يمر عبر المسارات التالية :
- إنشاء البنية التحتية الرقمية ببناء شبكات وأنظمة اتصالات قوية ومتينة
- تعزيز محو الأمية الرقمية بتمكين المواطنين بالمهارات والمعرفة الرقمية
- الاستثمار في الابتكار المحلي بدعم البحث والتطوير في مجال التقنيات الناشئة
- حماية المصالح الوطنية في الفضاء الرقمي من خلال حماية البنى التحتية والملكية الفكرية والتصدي لحرب المعلومات
وشدد على أن للحكومات مسؤولية كبيرة في تعزيز السيادة الرقمية وضمان ديمومتها من خلال تطوير وإنفاذ القوانين لحماية السيادة الرقمية، والتعاون مع الشركات والشركات الناشئة من أجل دفع عجلة الإبتكار الرقمي، والمشاركة في المناقشات العالمية حول الحوكمة الرقمية وبناء الشراكات الإقليمية والدولية الداعمة لذلك .
وفي الجلسة الأولى لهذه الندوة حول الأبعاد الاستراتيجية والقانونية واللامادية قدم د. محمد حمدي خبير الأمن السيبراني مداخلة حول الاستراتيجية العربية للأمن السيبراني ودورها في تعزيز السيادة الرقمية تضمنت الخطوات العملية لتحقيق السيادة الرقمية العربية :
- تطوير إطار تقييم موحِّد للأمن السيبراني
- تعزيز التدريب والوعي في مجال الأمن السيبراني للمعلومات 
- إنشاء وتطوير مركز استجابة لطوارئ أمن المعلومات السيبراني  
- تعزيز الامتثال للمعايير الدولية في هذا المجال 
- تعزيز تأهيل الهياكل الإدارية و المؤسسات لتكون قادرة على مجاراة التطور 
- دعم البحث والتطوير في مجال الأمن السيبراني للمعلومات
- تطوير تدابير قانونية موحِّدة في هذا المجال 
كما قدم د. محمد الجمني مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مداخلة حول أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والحماية من مخاطره على السيادة الرقمية تحدث فيها عن ضرورة صياغة ميثاق عربي لأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي يقوم على : 
- احترام القيم والتقاليد العربية 
- التشجيع على التنوع الثقافي 
- العدالة والمساواة في فرص الوصول الى التكنولوجيا والاستفادة منها 
- حماية اللغة العربية 
- تعزيز التعليم حول الذكاء الاصطناعي 
- التشجيع على الابتكار وريادة الأعمال في هذا المجال 
- الاهتمام بحل المشكلات الاجتماعية باستخدام التكنولوجيا 
- تشجيع المؤسسات والشركات على تبني مبادرات المسؤولية الاجتماعية 
- التعاون الاقليمي 
- التحكم في البيانات والخصوصية وحماية حقوق المستخدمين فيما يتعلق بالبيانات الشخصية .
وقدم السيد طارق بوربيع مدير إدارة الشؤون الإدارية والمشرف العام على نظام الشيخ زايد للاتصالات العصرية بين أجهزة مجلس وزراء الداخلية العرب مداخلة حول جهود المجلس في مجال الأمن السيبراني والجريمة الالكترونية أشار فيها الى الإتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات والاستراتيجية العربية في هذا المجال، وإنشاء وحدة متخصصة في مكافحة جرائم تقنية المعلومات، و تشجيع الدول الأعضاء على سن وتحديث التشريعات و تحديث السياسات الوطنية في مجال الأمن السيبراني و بناء وتطوير القدرات في التعامل مع هذا النوع من الجرائم، وتكوين فريق الخبراء العرب لمكافحة جرائم تقنية المعلومات
 
           
 
أما الجلسة الثانية للندوة فقد تناولت الجوانب الفنية والتقنية من خلال ثلاث مداخلات الأولى قدمها المهندس باسل الزعبي مدير ادارة التكنولوجيا والتطويرباتحاد اذاعات الدول العربية حول الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا وهو موضوع المؤتمر الثاني للاعلام العربي الذي نظمه الاتحاد وتوج باعلان اعتمده مجلس وزراء الاعلام العرب الذي شكر اتحاد إذاعات الدول العربية على الرؤية المتكاملة التي قدمها  وقرر في هذا الاطار تشكيل فريق للتفاوض مع شركات الإعلام الدولية . واستعرضت المداخلة بالخصوص جملة التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر والتي شملت ستة محاور : 
- التعامل مع المنصات الرقمية العالمية 
- الاجراءات التحفيزية والاصلاحية على المستويات الدولية والاقليمية والوطنية 
- تعزيز انتاج المحتوى الرقمي العربي 
- تطوير منصات المشاهدة حسب الطلب والبث التدفقي 
- تطوير العنصر البشري 
- حماية البيانات والأمن السيبراني 
أما المداخلة الثانية فقدمها د. شوقي قداس الخبير الدولي والرئيس السابق للهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية بتونس حول الوضعية الحالية لتبادل البيانات بالمنطقة العربية وأهمية وضع إطار مرجعي عربي وخلص فيها الى ضرورة : 
- حماية المعطيات الشخصية للمواطنين من السيادة الرقمية للدول العربية
- أخذ التدابير لتأمن المعطيات الشخصية داخل وخارج الحدود العربية
- تناغم القواعد الحامية للمعطيات الشخصية في الدول العربية لتدعيم السيادة العربية
- انشاء اتفاقية عربية مدعمة للسيادة الرقمية تكون إطارا  للتعاون العربي في هذا المجال
- التنسيق العربي لمجابهة التحديات الراهنة للسيادة الرقمية
وتركزت المداخلة الثالثة حول أمن المعلومات المتعلقة بالمنشآت النووية والاشعاعية قدمها د.ضو مصباح الخبير بالهيئة العربية للطاقة الذرية ذكر فيها أن الهيئة العربية للطاقة الذرية لها دور محوري في تحسين الأمن النووي العربي والسعي إلى الرفع من الجاهزية ومساعدة الدول في تطوير بنيتها التحتية للأمن النووي وإصدار وترجمة  الأدلة ، وأكد أن هذا المجهود في حاجة الى أن   يتعزز بالاجراءات التالية : 
-  مقاربة شاملة مبنية على التآزر والتداخل بين الأمن والأمان والضمانات
- خلق جو من التعاون العربي وتبادل المعلومات   
- مشروع عربي لتعزيز أنظمة الأمن النووي الوطنية في الدول العربية
- مشروع مشترك بين الهيئة والوكالة الدولية للطاقة الذرية وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ومجلس وزراء الداخلية العرب