على اثر السيول الجارفة التي ضربت شرق ليبيا جراء العاصفة دانيال وتسببت في مقتل وفقدان الآلاف، خاصة في مدينة درنة، يعرب اتحاد اذاعات الدول العربية عن عميق الحزن لهذا المصاب الجلل وماخلفه من ضحايا وأضرار فادحة، كما يعبر عن كامل المواساة والتعاطف مع الشعب الليبي سائلا الله العلي القدير أن يتغمد بواسع رحمته ضحايا هذه الفيضانات، وأن يعين السلطات المسؤولة في البلد على مجابهة هذا المصاب، وأن يحفظ ليبيا وشعبها من كل سوء ومكروه.
هذا وتشير التقديرات الأولية إلى نحو ألفي قتيل في مدينة درنة وحدها مع توقعات بآلاف المفقودين جراء الفيضانات والسيول الناجمة عن انهيار سدين مائيين في المدينة. وأكد مصدر في حكومة الوحدة الليبية أنه تم الى حد الآن دفن أكثر من 1400 من ضحايا الفيضانات في مدينة درنة وحدها مشيرا إلى أن هناك صعوبات تواجه عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة بالفيضانات
ويشار الى أن العاصفة المتوسطية دانيال التي ضربت شرق ليبيا أدت إلى تساقط أمطار غزيرة تجاوزت 400 مليمتر في بعض المناطق، وأن كمية الأمطار في شرق البلاد لم تسجل منذ أكثر من 40 عاما
وذكرت مصادر على عين المكان أن القتلى هم بين من قضى غرقا أو بسبب انهيار المباني السكنية وأن عدد العالقين في المناطق المنكوبة وصل لسبعة آلاف عائلة، إضافة إلى عدد كبير من المفقودين لم يتم تحديدهم بعد لكون كثيرين لم يتم الإبلاغ عن فقدانهم وخاصة في درنة التي انقطعت فيها الاتصالات الهاتفية
وبالإضافة إلى درنة، شملت السيول مدنا أخرى في الشرقي الليبي، منها سوسة والبيضاء والمرج، وخلفت أيضا ضحايا وأضرارا مادية كبيرة فيما وصف الوضع في درنة بالكارثي، حيث دمرت خمسة أحياء بالكامل جراء السيول واختفت عدة أحياء بعدما جرفتها المياه
وكان المجلس البلدي في درنة قال إن السيول سببها انهيار سدين مائيين في المدينة التي يشقها واد كبير، وطالب بفتح ممر بحري، وأعلن المجلسُ البلدي المدينة منطقة منكوبة، ودعا إلى تدخل دولي عاجل. وقد توجهت قوافل مساعدات من المنطقة الغربية ومن كافة أنحاء البلاد إلى مدينة درنة، وبالتزامن تم الإعلان عن جسر جوي لنقل المساعدات من مدينتي طرابلس ومصراتة في الغرب إلى بنغازي في الشرق
كما وجهت دول عربية ومن مناطق مختلفة من العالم فرق انقاذ وقوافل مساعدات الى ليبيا