الإعلام العربي والتحديات المستقبلية كان السؤال الأبرز في مؤتمر الإعلام العربي الذي احتضنته العاصمة التونسية في دورته الأولى يوم 19أكتوبر 2021، وهو من تنظيم اتحاد إذاعات الدول العربية ضمن فعاليات المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون (19 إلى 22 أكتوبر 2021.وقد حضر أشغال المؤتمر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط،الذي أكد خلال مشاركته أن العبء على الإعلاميين العرب في هذه المرحلة عبء ثقيل لمجابهة تحديات المرحلة. كما شارك في المؤتمر عدد من الهيئات الأعضاء في الاتحاد ومن الخبراء والإعلاميين العرب والأجانب.
وانقسمت فعاليات الجلسة العامة الختامية للمؤتمر إلى ثلاثة محاور، أولها "تحديات الإعلام العمومي في ظل انفجار القنوات الخاصة والوسائط الجديدة" وقدمت فيه ثلاث مداخلات حاولت البحث في مدى قدرة الإعلام العمومي الرسمي على مجابهة التحديات في التعامل إزاء الإعلام الخاص ومع شبكات التواصل الاجتماعي مما تطلب من المؤسسات الإعلامية الرسمية التفكير في طرق جديدة من أجل فرض نفسها في سوق إعلامية مفتوحة بعد أن كانت هذه السوق محتكرة من قبل المؤسسات الإعلامية الرسمية.
وبحث المحور الثاني أبرز مظاهر "أزمة الصحافة المكتوبة ورؤية مستقبلية"، وقد تطرق المشاركون في المحور إلى الصعوبات التي تعرفها الصحافة المكتوبة نتيجة تراجع سوق الإعلانات التجارية وتراجع عدد القراء والمنافسة من قبل المواقع الإلكترونية.
المحور الثالث لمؤتمر الإعلام العربي دار حول "التدريب وإعادة التأهيل"، مع التركيز على أهمية التكوين باعتباره عملية تجديد لقدرات المؤسسات الإعلامية، من خلال تأهيل كوادرها البشرية لتواكب آخر التطورات التكنولوجية في العالم وتوظفها في عملها الإعلامي.
وأوصى المشاركون في الدورة الأولى من مؤتمر الإعلام العربي بضرورة المضي قدماً في التحول الرقمي لأنه يمثل شرطاً أساسياً من شروط الاستمرارية في مشهد سمعي وبصري موسوم بالتنافس، وعاملاً يتيح للمتلقي خيارات أوفر من خلال مشاهدة المحتوى الأنسب وفي الوقت الأنسب.
ونص المؤتمر في بيانه الختامي “إعلان المؤتمر” على ضرورة التركيز على جودة الإنتاج الدرامي وتقديم أعمال هادفة تسلط الضوء على القضايا العربية الملحة مع رصد تفاعلات الجمهور قصد الاستجابة لانتظاراته.
وتطرق البيان الختامي لمؤتمر الإعلام العربي، الذي يمكن تنزيله كاملا من الرابط أسفل هذا الخبر، إلى الصناعة الدرامية الإذاعية والتلفزيونية في العالم العربي،داعيا إلى ضرورة العمل على إعادة التوازن إلى العملية الإنتاجية للمصنفات الفنية وتطوير العلاقة بين أطرافها الفاعلة.
وشملت التوصيات أيضاً الأزمة التي تعيشها الصحافة المكتوبة اليوم، ودعا المؤتمر في هذا الجانب إلى ضرورة اضطلاع الحكومات العربية بدورها في تطوير سياسات الدعم للمؤسسات الصحفية الوطنية وإصلاح أوضاعها قصد ضمان استمراريتها وتعددها.
كما أكد المشاركون، أهمية مواصلة العمل على ترسيخ مفهوم الإعلام العمومي في العالم العربي وفق المعايير المتعارف عليها عالمياً، مع ضرورة أن يستفيد الإعلام العمومي من السياق التنافسي الجديد المتسم بسطوة المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي لإعادة تحديد هويته ومراجعة وسائله من أجل تطوير محتوياته والاقتراب أكثر من الجمهور لكسب معركة المصداقية والتأثير.
وجاءت هذه الجلسة العامة بعد أن سبقتها ضمن فعاليات المؤتمر ورشتان مهنيتان فرعيتان انتظمتا عن بعد حول مسألتي "المستجدات في صناعة المحتوى والإنتاج والتوزيع والبث عبر مختلف الوسائط" (11 أكتوبر)، و"الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية: الدراما نموذجا" (13 أكتوبر).
ويناقش المؤتمر، الذي سيعقد في المستقبل مرة كل سنتين، أبرز القضايا والتحديات التي يواجهها الإعلام العربي في ظل التطور التقني والتحولات الرقمية التي يشهدها القطاع خاصة في الدول العربية.