التأم صباح الثلاثاء 09 فبراير 2021 عبر تطبيقة Zoom اجتماع مشترك عن بعد بين اتحاد إذاعات الدول العربيّة واتحاد الإذاعات الأوروبية واتحاد الإذاعات الإفريقيّة والكوبيام أو المؤتمر الدائم للوسائل السمعية البصرية في حوض المتوسط. (ASBU/ EBU/AUB/ COPEAM)، أشرف عليه المسؤولون الأول بهذه الاتحادات، وهم كل من:
• المهندس عبد الرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربيّة،
• غريغوار ندجاكا Grégoire Ndjaka، المدير التنفيذي لاتحاد الإذاعات الإفريقيّة،
• نوال كوران Noel Curran، المدير العام لاتحاد الإذاعات الأوروبية،
• كلوديو كابون Claudio Cappon، الأمين العام للكوبيام
كما شارك في الاجتماع عدد من العاملين في هذه الاتحادات، إلى جانب ممثلين عن عديد الهيئات العربية الأعضاء فيها أو في بعضها.
وقد ركز المهندس عبد الرحيم سليمان كلمته الافتتاحية لهذا الاجتماع على أهمية تخصيصه لمناقشة الموضوعات المشتركة بين الجهات الأربع، دفعا للتعاون بينها، خاصة في هذه الفترة الصعبة بسبب استمرار الجائحة، مما أدى إلى صعوبة اللقاء المباشر. كما أشار إلى أن الاجتماع يلتئم في تاريخ الذكرى الثانية والخمسين لإنشاء الاتحاد يوم 9 فبراير 1969 بالخرطوم.
كما أشار بقية المديرين العامين إلى تجارب اتحاداتهم مع صعوبة سير العمل العادي التي فرضتها جائحة الكورونا خلال السنة المنقضية، ولكن كذلك إلى الفرص والإمكانيات التي وفرتها الجائحة رغم كل شيء، مما جعل المنظمات المهنية الأربع تتأقلم بسرعة مع المتغيرات حتى لا تتوقف أنشطتها ومشاريعها. وقد تم ذلك بالخصوص من خلال اعتماد آليات عمل مبتكرة، على غرار العمل عن بعد وإعادة جدولة بعض الأنشطة. كما ساهمت الجائحة في الدفع نحو نسج مزيد من الشراكات وتقوية ما كان موجودا منها للاستفادة المشتركة بين تجارب الجميع.
وقد تصدرت هذه النقطة حول تجربة الكوفيد-19 وآثارها على أنشطة الاتحادات وآليّات عملها جدول أعمال الاجتماع، وقدم خلالها المهندس عبد الرحيم سليمان عرضا عن "الدراسة التي أعدّها اتحاد إذاعات الدول العربيّة حول آليات عقد الاجتماعات وإنجاز بعض الدورات التدريبية عن بعـــــد "، مشيرا إلى أن أحد الدروس المستخلصة هو أنه "حتى بعد الجائحة، لا بد من تغيير نمط عملنا واعتماد العمل عن بعد، مما يسمح بالقيام بعدد أكبر من الأنشطة وبتخفيف الأعباء المالية المنجرة عن تنظيم تلك الأنشطة حضوريا."
كما ناقش المشاركون في الاجتماع أنشطة التدريب التي تمّ إنجازها سنة 2020 وبرنامج التدريب لسنة 2021 في كل من الاتحادات الأربع، وكذلك المشروع الإعلامي الدولي بقيادة منظّمة الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث (UNDRR World Broadcast Project)، إلى جانب توثيق التعاون بين الاتحادات المشاركة نظرا لأهمية التدريب القصوى في مجال العمل الإذاعي والتلفزيوني. واتفق جل المتدخلين على أن التدريب عن بعد قد ساهم في تقليص الكلفة المالية التي تتحملها الاتحادات وهيئاتها الأعضاء مما سمح في كثير من الأحيان بمضاعفة عدد المشاركين في الدورات التدريبية والمستفيدين منها وفي عدد هذه الدورات.
لكن التجربة أوضحت كذلك أن اعتماد هذا الأسلوب في التدريب قد ترافق مع بروز بعض الصعوبات البيداغوجية ومع استحالة تنظيم الدورات التطبيقية عن بعد، وهو ما يستدعي الرجوع إلى هذه الدورات بمجرد أن يسمح تراجع الوضع الوبائي بذلك. كذلك، تم التأكيد خلال الاجتماع على ضرورة مضاعفة فرص التنظيم المشترك للدورات التدريبية بين الاتحادات المعنية، لما يوفره ذلك من استفادة قصوى من التجارب المتبادلة ومن الخبرات المتراكمة لكل منظمة.
أما بخصوص المشروع الإعلامي الدولي بقيادة منظّمة الأمم المتحدة للحدّ من مخاطر الكوارث ، فقد تم التأكيد على أنه مشروع ضخم يوفر أرضية للتعاون ويشمل العديد من الدورات التدريبية تنظمها المنظمات المختلفة، وهي موجهة بالخصوص إلى الصحافيين وإلى أصحاب القرار المسؤولين عن مقاومة هذه الكوارث، سعيا إلى توفير المادة الضرورية لهم في القيام بعملهم التوعوي والوقائي في هذا المجال.
وتدارس المشاركون كذلك مجالا أساسيا آخر للتعاون في ما بينهم هو مجال الإنتاج المشترك للبرامج، سواء كان ذلك في العمل الإذاعي أو العمل التلفزيوني. وتم التعرض بالخصوص إلى تطورات التجربة الرائدة التي يخوضها منذ عدة سنوات كل من اتحاد إذاعات الدول العربيّة والكوبيام، والمعروفة باسم برنامج "بين الضفاف". وقد بلغت التجربة هذه السنة صيغتها الثامنة حول موضوع " الاستدامة : صنّاع التغيير" وتشارك فيها 15 هيئة عربية وأوروبية، استأنفت مؤخرا عملية الإنتاج بعد توقف قصير فرضته الجائحة.
كما تم التعرض إلى مشروع آخر في مجال الإنتاج الإذاعي المشترك تعمل الكوبيام على تنفيذ سلسلته الجديدة ويهتم بمحور "منارات البحر الأبيض المتوسّط" وتنتجه الإذاعات الناطقة باللغة الفرنسية بضفتي المتوسط. كما تم اقتراح إنتاج عمل إذاعي مشترك آخر يكون باللغة العربية وتنويع المحاور والمواضيع التي يتعين أن يشملها الإنتاج المشترك.
مجال هام آخر حظي باهتمام المشاركين هو مجال التبادلات التلفزيونيّة والإذاعيّة، ويشمل تبادل الأخبار التلفزيونية بين الاتحادات المشاركة الأربعة، بما في ذلك الحقيبة الإقليمية لتبادل لأخبار العربيّة مع اتحاد الإذاعات الأوروبية، ومشروع اتحاد الإذاعات الأوروبيّة للأخبار، والتبادلات الإذاعية التي يتعين التركيز عليها أكثر، واليوم العالمي للإذاعة 2021، والقمّة الإذاعيّة الرقميّة لاتحاد الإذاعات الأوروبيّة. وتم في هذا المجال تسجيل زيادة هامة في كمية الأخبار المتبادلة خلال فترة الجائحة سواء بين الهيئات الأعضاء في كل اتحاد أو بين مختلف الاتحادات بسبب أهمية الأخبار المتعلقة بتطورات وباء الكورونا. وقد دعا المشاركون إلى مزيد التنسيق في هذا المجال وكذلك إلى إعادة تنشيط التبادلات الإخبارية بين اتحاد إذاعات الدول العربيّة واتحاد الإذاعات الإفريقيّة بعدما عرفته من تراجع هام مؤخرا، إضافة إلى إنشاء حقائب إخبارية متخصصة وعامة وتيسير تبادلها بين الاتحادات.
أما في المجال الهندسي، فقد تمت مناقشة أسبوع التكنولوجيا الذي ينظمه سنويا اتحاد إذاعات الدول العربيّة بالتعاون مع اتحاد الإذاعات الأوروبية للاطلاع على مختلف تجارب الإذاعات والتلفزيونات الأوروبية وكذلك على آخر ما يقترحه المصنعون في المجال من تجهيزات حديثة وتقنيات جديدة تسمح بتحسين مستوى الإنتاجية.
وفي ختام الاجتماع قدم المهندس عبد الرحيم سليمان عرضا موجزا عن المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون، الذي سينظم الاتحاد دورته الواحدة والعشرين في شهر أكتوبر القادم بالعاصمة التونسية إن سمحت الظروف الصحية بذلك. وأعلن أن هذه الدورة ستتميز بعقد مؤتمر الإعلام العربي الذي ينظم الاتحاد دورته الأولى ضمن فعاليات المهرجان. ودعا كافة المشاركين إلى الحضور المكثف في الحدثين والمساهمة في تنظيمهما.