صدر عن الدار التونسية للكتاب في المدّة الأخيرة مؤلَّف بعنوان : "أزمة السمعي والبصري العمومي في تونس" للإعلامي التونسي ماهر عبد الرحمان والخبير في شؤون الإعلام المرئي والمسموع لدى المنظمات المهنية العربية والدولية.
ويكتسي هذا الإصدار الجديد الذي جاء في 378 صفحة من القطع الكبير أهمّية كبيرة، بالنظر إلى تناوله بعمق ووفق منهجية علمية دقيقة، موضوعا يُعدّ اليوم في طليعة اهتمامات العديد من الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية، ولاسيما منها التي انخرطت بلدانها في مسارات الانتقال الديمقراطي.
ويتمثل الهدف الأساسي من وضع هذا الكتاب - الدراسة في نظر صاحبه، هو المساهمة بمشروع استراتيجي للنهوض بمؤسسات الإعلام السمعي البصري العمومي وتطويرها تدريجيا، لما لهذا الإعلام من تأثير بالغ في مسيرة المجتمع.
وقد تولّى الباحث تشخيص واقع الإعلام السمعي والبصري التونسي، بطريقة موضوعية، وكشف عمّا يعتريه من هنات وإخلالات ومواطن ضعف، وهي تقريبا نفس الأوضاع التي تواجهها أغلب هيئات الإذاعة والتلفزيون في العالم العربي.
أمّا عن محتوى الكتاب فينقسم إلى ثلاثة أجزاء :
أوّلها : الإعلام السمعي والبصري العمومي في العالم، وموقع الإعلام التونسي بالمقارنة.
ثانيها : أسباب أزمة الحوكمة في الإعلام السمعي والبصري العمومي التونسي.
وثالثها : مشروع استراتيجي لإصلاح مؤسستي الإذاعة والتلفزة الوطنيّتين بمقاربة الحوكمة الرشيدة.
وما من شكّ في أنّ هذا المؤلّف سيكون مرْجعا مهمّا للباحثين وسائر المهتمّين بشؤون الإعلام المرئي والمسموع لا فقط في تونس، بل في العالم العربي وخارجه، كما أنه يشكّل إضافة جديدة للدراسات التي تُعنى بهذا الموضوع الحسّاس، في ظرفٍ يعرف الكثير من التحوّلات على الأصعدة البرامجية والإخبارية والتكنولوجية.