يُفرد هذا العدد من مجلة الإذاعات العربية في جزئه الأول تغطية شاملة لمجمل الفعاليات التي نظّمها اتحاد إذاعات الدول العربية بالعاصمة السودانية بمناسبة انعقاد الدورة (39) لجمعيته العامة وتتويج احتفاليته بالخمسينية.
"الاتحاد وجمعيته العامة في السودان الجديد.. ردّ الجميل" هو عنوان إضاءات"للمهندس عبد الرحيم سليمان المدير العام، وقد جاء فيها :
مثّلت استضافة العاصمة السودانية الخرطوم للجمعية العامة (39) لاتحاد إذاعات الدول العربية وفعالياتها المرافقة، وتتويج احتفاليته باليوبيل الذهبي، حدثا إعلاميا عظيم الأهمّية، ومحطّة عميقة الدلالات والأبعاد في مسيرته المهنية الرائدة، وذلك لاعتبارات عدّة :
في مقدّمتها : الإكرام المنقطع النظير الذي غمرت به السلطات السياسية العليا للسودان الجديد اتحادنا، الذي شهد ولادته منذ خمسين عاما على أرضه الطيبة وظلّ وفيّا لبلد التأسيس، فخورًا بالدور التاريخي الذي قام به من أجل انبعاثه، رغم الظروف العصيبة التي كانت تمرّ بها وقتئذ المنطقة العربية.
ثمّ هذه الحفاوة البالغة التي خُصّت بها كافة الوفود العربية والضيوف الأشقاء والأصدقاء منذ حلولهم بملتقى النيلين، وطيلة إقامتهم في ربوعه الخضراء.
وقد تعزّز كلّ ذلك بالإشراف السامي لفخامة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والسيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك على الافتتاح الرسمي للجمعية العامة واختتامها، ووضع الاحتفال بالعيد الخمسيني في مرحلته الأخيرة تحت رعايتهما الكريمة، ممّا أعطى المناسبة التاريخية كلّ هذا الألق والتميّز، وأكسبها إشعاعا واسعا تخطّى حدود الوطن ليشمل كامل المنطقة العربية وخارجها.
فهي أوّل مناسبة إقليمية ودولية يحتضنها السودان بعد انتصار ثورته المجيدة، وقد حملت معها رسالة معبّرة تبشّر بالأمان والطمأنينة والاستقرار، وتُفصح عن الانطلاقة المتوثّبة نحو البناء والإعمار لتحقيق ما يصبو إليه الشعب السوداني الأصيل من حرّية وسلام وعدالة.
ولا يفوتنا التنويه بالجهود السخيّة التي بذلها معالي وزير الثقافة والإعلام الأستاذ فيصل محمد صالح ومتابعته الشخصية لمجمل الأنشطة المقرّرة في أدقّ تفاصيلها، وبتفاني مساعديه، وأسرة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، بما وفّر أفضل الظروف التي أتاحت تنفيذها بكلّ إحكام وحسن تنظيم، والخروج بنتائج إيجابية للغاية، سيكون لها أبعد الأثر في مستقبل عمل الاتحاد ومشاريعه وبرامجه.
ولكَمْ سعدتا بما جاء على لسان رئيسيْ مجلس السيادة ومجلس الوزراء المحترميْــــن من استعداد السودان التامّ لدعم تعاونه وتوثيق علاقاته مع الاتحاد في مختلف المجالات.
ولا يسعنا إلاّ أن نؤكّد بدورنا مدى ترحيبنا وتفاعلنا مع هذا الموقف النبيل الذي نقدّره حقّ قدره. واعتقادنا أنه يعكس إيمان القيادة السودانية الظافرة بأهمّية الرسالة القومية التي تضطلع بها منظمتنا في خدمة هيئاتها الإذاعية والتلفزيونية الأعضاء، وحرصها المستمرّ على الارتقاء بأداء المهنيين المنتسبين إليها.
وعلى وقع النجاحات الباهرة التي أبرزها "بيان الخرطوم" الصادر في أعقاب هذين الحدثين المميّزين، يدخل اتحاد إذاعات الدول العربية، مثلما كان انبعاثه في السودان، وبعد استكمال الاحتفاء بخمسينيته، عهدًا جديدًا في حياته، سيجعله – بإذن الله – أكثر قدرة على رفع التحديات، وأمضى عزمًا على كسب الرهانات.
وكلّنا يدرك أنّ المرحلة الموالية سوف لن تخلو من صعوبات، بحكم التطوّرات المتسارعة التي تحدث على مختلف الأصعدة، الإعلامية والبرامجية والتكنولوجية والاتصالية، وهو ما يتطلّب منّا تضافر الجهود والمزيد من تكثيفها، رئاسةً وإدارةً عامّة للاتحاد بجميع مكوّناتها، وهيئات أعضاء، فضلا عن توسيع فرص التعاون مع شركائنا من الاتحادات الإذاعية والمنظمات المهنية، الإقليمية والدولية.
وفي ا[لأخير، نجدّد شكرنا الجزيل وامتناننا الوافر للسودان الحبيب، الذي ضرب موعدًا آخر مع التاريخ، وخطّ صفحة وضّاءة في سجلّه، من منطلقاته القومية الثابتة في تعزيز أركان العمل العربي المشترك عبر واحد من أهمّ مجالاته تأثيرا وفاعلية، وهو مجال الإعلام السمعي البصري.
والله وليّ التوفيق
هذا ويتضمّن العدد مجموعة من المقالات المندرجة في إطار اهتمامات المجلّة بشؤون الإعلام السمعي البصري وعلاقته بتكنولوجيات الاتصال الحديثة.
- مستجدّات في تكنولوجيات الاتصال
- تأصيل وتوحيد المصطلحات في وسائل الإعلام العربية
- النهوض بالإنتاج السمعي البصري المستقل في أوروبا (2)
- فن الدراما : الأثر التاريخي، من السرد القصصي إلى الدراما
- السينما والطفل في الوطن العربي
- مواقع التواصل الاجتماعي : منصّات تعارف وأخبار
ويختم العدد بالحديث عن وفاة الأستاذ صلاح الدين معاوي المدير العام السابق للاتحاد، مع نشر آخر ما كتب ضمن ركنه القارّ بالمجلّة "متابعات للمشهد الفضائي العربي : مشهد إعلامي عربي .. في خضمّ تحوّلات مثيرة للجدل.