عقد المهندس عبد الرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية يوم 4 ديسمبر 2019 ندوة صحافية بالعاصمة السودانية الخرطوم، حضرها عدد هام من ممثلي الصحافة السودانية ومراسلي الصحافة العربية والعالمية في الخرطوم. وقد خصص هذه الندوة للحديث عن تتويج احتفالية اليوبيل الذهبي للاتحاد، إضافة إلى عقد الجمعية العامة التاسعة والثلاثين للاتحاد والفعاليات المرتبطة بها في العاصمة السودانية، وذلك من 05 إلى 13 ديسمبر.
وأبرز المهندس سليمان الأهمية الخاصة لهذا الحدث الإعلامي السنوي، خاصة وأنه يقترن بمناسبة تاريخية جليلة في مسيرة الاتحاد المهنية العريقة، التي انطلقت في فبراير 1969 بالخرطوم. كما أشاد بحرص القيادة الوطنية الجديدة ممثلة بحضرة رئيس مجلس السيادة في جمهورية السودان وبالسيد رئيس مجلس الوزراء على استضافة الجمعية العامة ومراسم تتويج احتفالية الاتحاد باليوبيل الذهبي على هذه الأرض الطيبة، وبالدور الحاسم للسودان في تحقيق حلم الإذاعيين العرب باحتضان الاجتماع التأسيسي للهيئات الإذاعية العربية وما تبعه من ميلاد اتحاد إذاعات الدول العربية.
وقد احتوى العرض على محورين أساسيين هما تقييم مسيرة الاتحاد وتاريخه الحافل خلال نصف قرن، إلى جانب نظرة استشرافية لمستقبل الاتحاد وأهدافه. فقد أمكن بناء اتحاد مهني بالدرجة الأولى مستقل وبعيد عن التجاذبات السياسية ومواكب للتطورات التكنولوجية المتسارعة بفضل المساندة الكبيرة من كافة الهيئات الأعضاء، وذلك رغم الصعوبات التي واجهها الاتحاد.
كما أبرز أولويات الاتحاد منذ إنشائه وتتمثل في تشجيع الهيئات الإذاعية والتلفزيونية العربية لتعمل مع بعضها في ميادين الإنتاج والبث والتدريب والتبادل والتعامل بإيجابية مع التطورات التكنولوجية المتسارعة. وتحدث عن مبادرة الاتحاد بإرساء منظومات تبادل نموذجية للتبادلات البرامجية والإخبارية والرياضية بتأمين البنية التحتية والأدوات التكنولوجية الضرورية لها.
وقال إن عنصرين أساسيين ساعدا في تطوير عمل الاتحاد وهما أنه نجح وهيئاته الأعضاء في أن يتحول إلى بيت خبرة عربي في مواجهة كل أشكال التحديات التكنولوجية في القطاع السمعي البصري، مما مكنه من التأقلم السريع مع التطورات العاصفة ومن مساعدة الهيئات الأعضاء بتقديم المشورة، وتحديد المقاييس الواجب اعتمادها، واختيار أفضل التجهيزات التكنولوجية لها، مما مكن الاتحاد من تحقيق نجاحات باهرة في الريادة التكنولوجية على غرار إنشاء نظام المينوس وما شهده من تطورات لاحقة. أما العنصر الهام الثاني فهو الاعتماد على آلية التمويل الذاتي وتحقيق العديد من الإنجازات دون كلفة إضافية يتحملها الأعضاء.
ثم تحول المهندس عبد الرحيم سليمان لتقديم نظرة استشرافية لمستقبل الاتحاد وأهدافه، مركزا بالخصوص على ما يوليه الاتحاد من أهمية قصوى إلى سبعة مجالات أساسية في عمله، وهي توفير خدمات التبادل الإذاعي والتلفزيوني ودعمها، والتدريب والتأهيل، ومواكبة التطور التكنولوجي، والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والإنتاج المشترك عربيا ودوليا، و الرياضة وحقوق البث، وبعض النماذج من إنجازات الاتحاد، على غرار إنشاء منظومات التبادل VSAT Asbu / Menos+ / Menos / ASBU Cloud وتجهيز مركز التبادل بأحدث المعدات وإنشاء الباقة العربية الموحدة لتغطية مختلف مناطق العالم، وإنشاء أكاديمية التدريب الإعلامي، إضافة إلى الانطلاق في تشييد فندق خاص بالاتحاد، وتعزيز مكانة الاتحاد الدولية وبناء علاقات جديدة مع المحيط.