صدور التقرير السنوي حول البث الفضائي العربي لسنة 2020،  حوالي 1100 قناة تلفزيونية فضائية موجهة إلى المنطقة العربية

 التقرير السنوي حول البث الفضائي العربي" تقرير يصدره كل عام اتحاد إذاعات الدول العربية، وهو يقدم  قراءة إحصائية ومعلومات ضافية تحصي القنوات وتصنّفها، وتبيّن نظام بثها، ومداه الجغرافي، واللغات التي تستعملها. كما يقدم التقرير قراءة نقديّة لبيان مدى مواكبة البث الفضائي العربي للتطور العالمي للقطاع، والوقوف عند ظاهرة تكاثر القنوات الفضائية وانعكاساتها. 

ففي مطلع التسعينات من القرن الماضي، كان عدد الفضائيات العربية بين عمومية وخاصة محدودا جدا لا يتعدى العشرين أو الثلاثين، ثم بدأ تكاثر الفضائيات العمومية خلال النصف الأول من التسعينات، ولكن الطفرة الحالية تجسدت بفضل القطاع الخاص.
يعطي التقرير فكرة موثقة على تطور قطاع البث الفضائي العربي خلال السنة المنقضية. وقد ساعدت عوامل شتي على تكاثر القنوات، رغم أفول العديد منها لأسباب قاهرة. وكان ذلك بالخصوص بفضل ما شهده القطاع من ثورة تكنولوجية رقمية أتاحت للبث الفضائي فرصا غير محدودة وتكلفة منخفضة وآفاقا رحبة. وكان ذلك أيضا بفضل ما حصل من اندماج وتفاعل تكنولوجيات التلفزيون مع تكنولوجيات الأقمار الاصطناعية والحاسوب.
كما كان للتحولات العميقة التي تعيشها البلدان العربية ومواكبتها للتطورات التي شهدها القطاع في العالم، أثره في انهيار احتكار الدولة للبث السلكي واللاسلكي في كثير من دول المنطقة. وساعد قيام المدن الإعلامية العربية على ارتفاع حجم الإنتاج وتوفير فرص لبعث المزيد من القنوات. فقد بلغ عدد الهيئات العربية التي تبث قنوات فضائية حوالي 647 هيئة منها 24 هيئة عمومية باعتبار هيئات الحكومات المحلية بدولة الإمارات العربية المتحدة أي دبي الشارقة، عجمان رأس الخيمة، و623 هيئة في القطاع الخاص.  تتولى هذه الهيئات بث أو إعادة بث 1101 قناة تتوزع على 185 قناة عمومية و 907 قناة خاصة. وبذلك تؤمن 115 هيئة تلفزيونية عربية (بين عامة وخاصة) بث أكثر من قناة واحدة و667 هيئة تقوم ببث قناة منفردة. 
 
أما بخصوص أصناف التخصص، فنجد 252 قناة جامعة لا يسيطر أي صنف من الاختصاصات على برمجتها، في حين تنفرد قنوات الدراما (150) والقنوات الإخبارية (133) بأعلى نسبة في مجموع القنوات المتخصصة في البث الفضائي العربي. كما أن القنوات الدينية تستأثر بالمرتبة الرابعة من مجموع القنوات المتخصصة بما يناهز 130 قناة. أما القنوات الرياضية فيصل عددها إلى 92 قناة، والقنوات التعليمية 43 قناة، 
وإلى جانب النمو العددي فإن القطاع الخاص سجل توسعا في المساحة الجغرافية للبث باستعمال سواتل جديدة بحيث يصل اليوم البث الفضائي العربي إلى جميع جهات العالم بما في ذلك استراليا ونيوزيلندا والأمريكيتين. 
 
تتصدّر اللّغة العربية واللهجات المحلية اللغات المستعملة في البث الفضائي العربي،  بينما تحافظ اللّغة الانقليزية على موقعها في صدارة اللّغات الأجنبية المستعملة (71 بالمائة)، تليها اللّغة الفرنسية إلى جانب ذلك يتم استعمال لغات إقليمية أخرى للتواصل مع مواطني الدول المجاورة مثل اللغة الهندية أو الأوردو والتركية والفارسية والكردية، أو حتى الفيليبينية بسبب كثرة العمالة القادمة من الفيليبين في بلدان الخليج. ويقع استعمال هذه اللّغات كليا في كامل القناة أو جزئيا إلى جانب لغات أخرى مراعاة للجمهور المستهدف. 
 
وقد أصبحت المنطقة العربية تستقبل، خارج البث الفضائي العربي، قنوات دولية موّجهة وناطقة باللغة العربية وتستخدم سواتل عربية للوصول إلى المشاهد العربي في المنطقة العربية وإفريقيا وأوروبا، ومن بينها : قناة BBC Arabic وقناة فرانس 24 وقناة DW الألمانية الناطقة بالعربية وقناة RAI الناطقة بالعربية وقناة روسيا اليوم والقنوات التركية والكورية وغيرها.
أخيرا، تابع التقرير كيفية تعامل القنوات الفضائية العربية مع جائحة الكورونا التي عمت العالم على امتداد العام الماضي، ومع تطورات عامل جديد في المشتد الإعلامي العربي والدولي، وهو ما أصبح يعرف بالإعلام الجديد وبشبكات التواصل الاجتماعي. وسجل أن معظم تلك القنوات كانت  قادرة على سرعة التأقلم رغم صعوبة المهمة واستحالتها بالنسبة إلى عدد قليل آخر.