كان محور جلسة العمل الخامسة من الدورة الثالثة لمؤتمر الاعلام العربي حول "عرض تجارب ناجحة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في الميدان الإعلامي" و قد أدار هذه الجلسة د.جواد متّقي أستاذ تعليم عالي مساعد بمعهد الدراسات العليا للتجارة في كندا، وتضمنت أربع مداخلات .
المداخلة الأولى قدمتها الأستاذة Kathey Battrickمديرة إدارة المكتبات والوسائط بمؤسسة الشرق للأخبار في الإمارات العربية المتحدة التي تم إطلاقها في نوفمبر 2020، وهي خدمة أخبار عربية متعددة الوسائط تعمل على مدار الساعة عبر قناة تلفزيون مخصصة بالإضافة إلى عدة منصات رقمية .
وتحدثت المحاضرة عن تجربة المؤسسة في استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في إنشاء البيانات الوصفية متعددة اللغات، وكذلك التعرف الضوئي على النصوص الذي يكتشف ويستخرج النصوص المعروضة على الشاشة، والذكاء الاصطناعي الانشائي لانشاء ملخص آلي، و تحليل وفهم المحتوى لإنشاء وصف مشاهد بشكل شبيه بالبشر .
المداخلة الثانية قدمها الأستاذ Sun Hu نائب مدير قسم التعاون الدولي بمجموعة الصين للإعلام، وعرض فيها مجموعة من الفيديوهات التي تم انجازها بتقنيات الذكاء الاصطناعي لافتا الى أن هذه الفيديوهات يتم انجازها في وقت أقل وبجودة فنية وتقنية أفضل، كما أن تحويلها من التلفزة الى أجهزة الموبايل يتم بسهولة أخذا في الاعتبار الانتقال من الشكل الأفقي الى الشكل العمودي .
كما تحدث عن تجربة المذيع الافتراضي قائلا انها تطورت بشكل كبير حيث أن التصميميات الأخيرة أصبح من الصعب فيها التفطن الى أن المتحدث ليس انسانا حقيقيا لأن كل الجسم يتحرك وليس الشفاه فقط .
المداخلة الثالثة قدمها الأستاذ Frederic Petitpontالمدير التقني لشركة Newsbridge في فرنسا، التي تقدم خدماتها لعدد من وسائل الاعلام باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، من ذلك البحث عن الفيديو والفهرسة المباشرة وفهرسة الفيديو، وهي تقنية تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم واسترجاع محتوى الفيديو. وأضاف في هذا الخصوص أن الفهرسة محدودة الفعالية بالنسبة للمحتوى العربي نظرًا لتمثيل الثقافة الغربية بشكل كبير في مجموعات البيانات، فضلا عن أنه تم تدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي الإنشائي على مجموعات ضخمة من البيانات، مما يعكس في كثير من الأحيان التحيزات والآراء للأفراد الذين أنشؤوها.
وأكد المحاضر أنه مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، نحن بحاجة إلى التأكد من أن استخدامه يتم لتعزيز الشمولية والتنوع، بدلاً من تكرار الصور النمطية والتحيز.
المداخلة الرابعة قدمتها الأستاذة Virginia Bazàn-Gil الأمينة العامة للرابطة الدولية للأرشيف التلفزيوني في فرنسا، التي تحدثت عن مشروع تعهد الأرشيف للقناة العمومية الاسبانية RTVE باستخدام الذكاء الاصطناعي حيث كانت البداية في عام 2017 بتطوير قواعد بيانات باللغة الاسبانية، وكان تقديم أولى النتائج الملموسة في سنة 2021، كما أن ظهور الذكاء الاصطناعي التوليدي لاحقا ساهم في حل العديد من الاشكاليات، هذا فضلا عن تأهيل العاملين في قسم الأرشيف ليكونوا مواكبين لهذه التطورات ومندمجين فيها وقادرين على مسايرتها.
وأضافت أن سنة 2023 شهدت البداية في تحليل البيانات مع النجاح في تكييف الذكاء الاصطناعي للغة الاسبانية خاصة بالنسبة للنصوص التوليدية، ثم المرور الى مرحلة مراقبة الجودة التي لم تقتصر على قسم الأرشيف بل شملت كل الموظفين .