ببادرة من أكاديمية التدريب الاعلامي نظم اتحاد اذاعات الدول العربية يومي 20 و 21 ديسمبر 2022 في مقره ندوة حول الريادة النسائية في الهيئات العربية للاذاعة والتلفزيون بمشاركة اعلاميات و مسؤولات في عدد من الهيئات ، ونخبة من الباحثات والباحثين في المجال ، ووفد الادارة العامة للاتحاد .
وقد تابع فعاليات الندوة بتقنية التواصل عن بعد رئيس المجلس الاستشاري للأكاديمية د. رياض كمال نجم واختتم أشغالها مدير عام الاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان .
وفي الجلسة الأولى للندوة أكد المشرف على الأكاديمية أ.د. رضا النجار أن الهدف من الندوة هو البحث في وضع القيادات النسائية في الاعلام العربي وفي هيئات الاذاعة والتلفزيون سواء على المستوى الاداري أو الهندسي أو الصحفي أو البرامجي ، والمعوقات التي تحول دون صعود المرأة الى مناصب المسؤولية . وأضاف أن الندوة هي أيضا فرصة لاستعراض تجارب نسائية عربية في هذا المجال وللتفكير في الاستراتيجيات الواجب اتباعها لتعزيز القيادة النسائية في وسائل الاعلام العربية .
وفي مداخلتها خلال هذه الجلسة استعرضت رئيسة شبكة صوت العرب من القاهرة ( سابقا ) د. لمياء محمود مسيرة نخبة من الاعلاميات المصريات اللاتي جسمن ريادة حقيقية في الاذاعة والتلفزيون على امتداد عشرات السنين مضيفة أن واقع نفاذ المرأة للمناصب القيادية يتغير من فترة لأخرى وإن كان التفوق في أغلب الفترات للنساء بسبب انتقال كثير من الرجال للعمل في الإذاعات والقنوات العربية والدولية .
ومن جهتها أفادت الباحثة ورئيسة التحرير في وكالة تونس افريقيا للأنباء أ. منى مطيبع أنه رغم الحضور القوي عدديا للمرأة الصحفية في مختلف قطاعات الإعلام بتونس الا أن حضورها في مواقع القرار يبقى محدودا حيث لا يتجاوز عموما نسبة 11 بالمائة ، مضيفة أن من بين الأسباب التي تكمن وراء هذه الأرقام المتدنية النظرة النمطية للمرأة و ضعف رغبة المرأة في النفاذ إلى مواقع القرار بحكم المسؤولية العائلية والعنف القائم على النوع الاجتماعي .
وفي مداخلتها ذكرت المكلفة بتسيير مؤسسة التلفزة التونسية أ. عواطف الدالي أنه بالرغم من انخفاض عدد الإناث مقارنة بعدد الذكور من ناحية العدد الجملي للأعوان في مؤسسة التلفزة التونسية فإن عدد الصحفيات يمثل65.43% من عدد الصحفيين في المؤسسة في حين تظل نسبة عدد الإناث دون 50% في بقية الأسلاك وهي السلك الإداري و السلك التقني وسلك الإنتاج، مضيفة أن عدد الخطط الوظيفية التي حظيت بها المرأة تمثل 36% من جملة الخطط .
وأشار المدير العام في وزارة الاعلام اللبنانية د. حسان فلحة الى أن عدد العاملين في وزارة الإعلام للعام 2022 يبلغ 424 شخصاً ينقسم مناصفة بين الذكور والاناث تقريبا 209 ذكور و193 إناث، لافتا الى أن الاناث تفوقن في تولي المراكز ذات القيادة الوسيطة بنسبة 62% . أما على مستوى المضمون فإن المرأة في الإعلام اللبناني تعاني من تصلب الصور النمطية بالرغم من إتساع حدود حرية التعبيراذ ما زالت أسيرة قوالب محددة الأدوار والمهام .
وفي اليوم الثاني للندوة وتحت عنوان " اختراق الحاجز الزجاجي " تحدث الخبيرة والاعلامية الجزائرية حورية خثير عن تجربتها الناجحة في الولوج الى عالم الاعلام مستعرضة الصعوبات التي واجهتها لبلوغ مراتب عليا وتحقيق نجاحات معتبرة . وذكرت أنه رغم الحضور القوي للمرأة في قطاع الاعلام بمختلف أنواعه في الجزائر الا أن وصولها الى المراكز القيادية يبقى ضعيفا سواء في المؤسسات العمومية أو الخاصة .
وفي مداخلتها بتقنية التواصل عن بعد عبرت المديرة العامة للاعلام الخارجي بوزراة الاعلام العمانية د. سعاد الاسحاقية عن شعورها بالفخر كون المرأة العمانية كانت الأولى بين نساء الخليج في الدخول الى مجال تقديم البرامج الاذاعية ، وأن ذلك كان مؤشرا على دور هام للمرأة في قطاع الاعلام مستشهدة بكون 41% من الادارات العليا في الوزارة تسيرها نساء . وأضافت أن من أهم ما يجب أن تشتغل عليه المرأة لتفرض وجودها في هذا المجال كما في غيره من المجالات هو التنافسية والتأهيل والثقة بالنفس والبعد عن الصورة النمطية
وقدمت مديرة مركز التدريب الاعلامي لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث – كوثر – أ. اعتدال المجبري نتائج دراسة أنجزها المركز تحت عنوان " الريادة النسائية انتاجا ، مصدرا و موضوعا " أبرزت أن السقف الزجاجي لا يزال قائما في جل الدول العربية والمنابر الإعلامية عمومية كانت أو خاصة، فعدد الإعلاميات رئيسات التحرير أو مديرات قنوات أو مؤسسات إعلامية لا يزال محدودا مقارنة مع نظيره عند الرجال، كما أن الإمكانيات الفعلية أمامهن لاتخاذ القرار لا تزال محدودة حتى عندما تكنّ في موقع مسؤولية.
و تخللت كل هذه المحاضرات و المداخلات نقاشات ثرية ومعمقة للمشاركات والمشاركين في الندوة تضمنت بالخصوص استعراضا للتجارب الشخصية والمحلية للاعلاميات العربيات في فرض وجودهن في قطاع كان الى حد ما حكرا على الرجال ، كما أكدت النقاشات أن تناول مسألة الريادة النسائية في المجال الاعلامي لا يكون بمعزل عن الريادة النسائية في المجتمع بشكل عام لأن قضايا حقوق المرأة في الوطن العربي كما في العالم مازالت الى اليوم تعاني من الصور النمطية .
ولدى اختتامه فعاليات الندوة أشاد المدير العام للاتحاد المهندس عبد الرحيم سليمان باختيار الأكاديمية لهذا الموضوع الذي قلما تم التركيز عليه رغم أهميته البالغة ، كما أشاد بمستوى المحاضرات والمداخلات التي قدمت على امتداد يومين و النقاشات الثرية التي رافقتها ، وهو ماسمح بالخروج بعديد التوصيات بالغة الأهمية ، وأكد أن الادارة العامة للاتحاد ستعمل جاهدة على متابعة تفعيل هذه التوصيات من منطلق ايمانها الراسخ و عملها الدؤوب على دعم مكانة المرأة في مجال الاعلام السمعي البصري العربي وتكثيف فرص التدريب أمامها في مجالات التسيير والريادة .