الندوة الاخبارية للجنة الدائمة للأخبار تناقش ادارة التغطية التلفزيونية للأزمات والكوارث في غرف الأخبار

وفي مداخلتها بينت أستاذة علوم الاعلام والاتصال بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار بتونس سمية بالرجب أن الأزمات مادة ثرية لوسائل الإعلام الجماهيرية؛ حيث تحظى بتغطية موسعة تستجيب لحاجة الجماهير للمعرفة، كما يعد الإعلام مكونًا رئيسًا من مكونات استراتيجية مواجهة الأزمة، فهو أحد الوسائل التي تؤثر في تشكيل معارف واتجاهات الرأي العام تجاه الأزمة. ويقوم الإعلام  بدور مهم في المراحل المختلفة للأزمة، وهي مرحلة نشر المعلومات و مرحلة تفسير المعلومات والمرحلة الوقائية . وأضافت أن ادارة الأزمة اعلاميا تتطلب من المؤسسة الاعلامية تشكيل فريق مركزي وفريق ميداني فضلا عن فريق اتصالي اداري .

وقدمت الأستاذة والباحثة في علوم الاعلام والاتصال بجامعة ابن طفيل بالمغرب حنان ولدا مداخلة ذكرت فيها أن للاعلام دورا في التخطيط لمنع الأزمة من خلال تناول ومناقشة أبعاد المواقف والمشكلات التي تؤدي الى احتمال وقوع الأزمات والتنبيه اليها وتصميم رسائل اتصالية للجمهور في هذا الاتجاه . أما في مرحلة ادارة الأزمة فالمطلوب من الاعلام العمل على استمرار التدفق السريع للمعلومات والبيانات واعداد وتنفيذ رسائل اتصالية واعلامية تفسر الأزمة وتعرض طرق مواجهتها والأنشطة المبذولة لاحتوائها.

وفي الجلسة الثانية للندوة تم عرض بعض التجارب في مجال ادارة التغطية التلفزيونية للأزمات والكوارث في غرف الأخبار حيث تحدث الأستاذ ايميليوسان بيدرو Emelio San Pedro رئيس تحرير الأخبار في اتحاد الاذاعات الأوروبية عن تجربته الطويلة في هذا المجال في عدد من المؤسسات الاعلامية مستخلصا من هذه التجربة ضرورة أن يولي الصحفي أهمية كبرى للسبق في تقديم المعلومة للمتلقي لأن ذلك يساهم بشكل جوهري في الارتقاء بمكانة مؤسسته في المشهد الاعلامي ، مستطردا أن الحرص على السبق الصحفي يجب أن لا يلغي واجب التثبت من صحة ودقة المعلومة لأن أي خطأ في هذا المجال يهدم المكتسبات السابقة .

ومن جهتها تحدثت الأستاذة دابورا ستيل Deborah Steeleمديرة الأخبار في اتحاد الاذاعات الآسيوية عن تجربة الاتحاد في تغطية أزمة كوفيد وكذلك الحرب الروسية الأوكرانية لافتة الى أن مفتاح النجاح في ادارة الأزمات في غرف الأخبار هو التخطيط المسبق ، من خلال الاتصال بالجهات المعنية لتكون غرفة الأخبار على اطلاع بكل يحدث وما يمكن أن يحدث ، وحسن تأطير الصحفيين والمنتجين والعاملين في غرف الأخبار بشكل عام حول خصوصية العمل الصحفي والاعلامي المتعلق بالأزمات وماهي المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الصحفي الميداني في هذا النوع من التغطيات .

وكانت هذه المداخلات منطلقا لنقاش ثري ومستفيض بين المشاركين في الندوة واللذين أثاروا مسائل تتعلق بالفرق أحيانا بين القواعد والمعايير التي تم تقديمها من المحاضرين وبين الواقع وخصوصية البلدان، كما أثاروا أهمية حماية الصحفيين وصانعي المضامين خصوصا في مناطق النزاع لأن ادارة الأزمة ليست فقط صحفيا بل كذلك مهنيا وتقنيا ولوجستيا وانسانيا. وتسائل عدد من المشاركين في النقاش ان كان يجوز أحيانا حجب المعلومة التي يمكن أن تسبب الهلع، ومدى مشروعية تدخل السلطات في الادارة الاعلامية للأزمة بحجة المصلحة العامة .

وقد صدرت عن الندوة توجهات عامة عديدة منها على سبيل الذكر لا الحصر:

تعزيز فهم الفريق الصحفي لمقتضيات إدارة الازمة -   

• البحث عن زوايا للتغطية الاعلامية لمساعدة الرأي العام على الفهم من خلال للصحافة التفسيرية 

• عـــدم ترك فراغ معــــلوماتي تستفيـــــد منه جهات التضليل وتنتعش منه الأخبار الزائفة  

• توفير وسائل الحماية الضرورية للصحفيين والمراسلين الموجودين بمناطق الحروب  و الكوارث

وفي ختام الندوة تم اقرار موضوع الندوة الاخبارية القادمة وهو " صناعة المحتوى الرقمي العربي: المعوقات وآفاق التطوير " التي ستنتظم بالتزامن مع الاجتماع الثامن عشر للجنة الدائمة للأخبار.