مجلة الإذاعات العربية في عدد خاص بخمسينية الاتحاد

تخصص الإدارة العامة لاتحاد إذاعات الدول العربية هذا العدد للاحتفاء بالذكرى الخمسين لتأسيسه في 9 فبراير 1969 بالخرطوم. وفي هذا الإطار، تقترح المجلّة على قرّائها الكرام مجموعة من المقالات والبحوث التي تستعرض الأطوار التي مرّت بها هذه المنظمة العربية المهنية، انطلاقا من التأسيس إلى اليوم. وقد تولّى كتابتها ثّلة من المديرين العامين الذين تعاقبوا على تحمّل مسؤولية الاتحاد.

لانطلاقة كانت بعرض شهادة تاريخية للبروفيسور علي محمّد شمّو بصفته ترأس الاجتماع التأسيسي الذي انبثقت عنه الجمعية العامة للاتحاد، وقد شاركت فيها وفود عدّة إذاعات عربية أصدرت لائحة حدّدت معالم الطريق لهذا الصرح الوليد ورسمت الأهداف من وراء إنشائه.

العشرية الأولى (1969 – 1979)بمصر:

كانت عشرية التأسيس في القاهرة، وقد تميّزت بإنشاء الجهاز التنفيذي للاتحاد، واكتمل فيها الإطار التشريعي والهيكلي تنظيميا ووظيفيا بصورة علمية ودقيقة، تفي بمتطلّبات العمل وتحقيق أهدافه. وقد أدار هذه المرحلة الأستاذ الراحل صلاح عبد القادر أول أمين عام للاتحاد.وعنها كتب الأستاذ إسماعيل الششتاوي رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري ورئيس اتحاد إذاعات الدول العربية الأسبق مقالا بعنوان : "الاتحاد : مسيرة عطاء لا ينقطع".

أمّا العشرية الثانيةفأهمّ ما ميّزها نقل الاتحاد من القاهرة إلى تونس عام 1979 في ظروف استثنائية مرّت بها المنطقة العربية، جرّاء إبرام مصر معاهدة صلح مع إسرائيل، ووُسمت هذه المرحلة التي انتخب فيها الأستاذ الراحل عبد الله شقرون بإعادة البناء من شبه العدم.. والتركيز على تحديث الآليات والمناهج والاهتمام بالتبادلات الإخبارية والبرامجية، وبحقوق البثّ للأحداث الرياضية العالمية الكبرى. وأنجز المقال الإعلامي خالد نجاح.

قصّتي مع الاتحاد : هي عنوان دراسة الأستاذ رؤوف الباسطي، حيث أثار ذكرياته في الاتحاد وأسرته، وتدرّجه في المسؤوليات، إلى انتخابه مديرا عاما للاتحاد (1989 – 1998)، وأكّد على الرهانات الثلاثة التي نجح الاتحاد في كسبها، وهي ترميم ثقة الهيئات الأعضاء فيه، والإبقاء عليه منظمة مهنية قائمة بذاتها في منظومة العمل العربي المشترك، ثمّ التوصّل إلى استخدام القناة 23 في تنشيط حركة التبادل البرامجي والإخباري، مع الوقوف على الدفع الذي شمل تغطيته للأحداث الرياضية الكبرى، وتطوّر المهرجان، واعتماد الاتحاد نظام التمويل الذاتي منذ عام 1996، الأمر الذي شكّل منعرجا حاسمًا في مسيرته.

الاتحاد وثنائية التحدّي والمبادرة: مقال الأستاذ عبدالحفيظ الهرقام، وقدّم فيه بيانات بشأن خطط التحرّك التي رُسمت طيلة السنوات الثماني التي أدار فيها الاتحاد، وكذلك الإصلاحات الجوهرية التي أقرّت، ومن أهمّها فتح المجال أمام القنوات الخاصة للانضمام إلى الاتحاد، ومواصلة اقتناء حقوق البثّ الرياضي، وإرفاق الجمعيات العامة بالحوار المهني، والشروع في تشغيل نظام التبادل الإذاعي VSAT.

وتحت عنوان :"الأسبو خمسون سنة من الإنجازات والتطوّر والنجاح" توقّف الأستاذ صلاح الدين معاوي عند أربعة تحديات أساسية تختزل الجهود التي بُذلت فيما بين 2006 و2014، وهي إرساء نظام التبادل متعدّد الوسائط والخدمات – عبر الساتلMenos- الحصول على حقوق بثّ الأحداث والبطولات الرياضية الكبرى، في وقت اشتدّ فيه الاحتكار من الجهات النافذة، مع إبراز الدور البارز الذي لعبه الاتحاد في صياغه وثيقة مبادئ البثّ الفضائي الإذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية –وكذلك تفعيل مسألة التدريب –وإعداد دراسة استشرافية حول آفاق تطوير أداء الاتحاد ومناهجه ووسائل عمله - تعزيز التعاون الدولي والشراكة مع المنظمات العربية والاتحادات الإذاعية المماثلة.

ويختتم الملف المهندس عبد الرحيم سليمان المدير العام الحالي، بالحديث عن الأعوام الأربعة التي توّجت الخمسينية (2015-2018)، واختار عنوان :" على درب التواصل"، وفي ذلك تأكيد منه على طابع الاستمرارية في مسيرة الاتحاد، والروح العالية التي ظلّت –ولا تزال- تحدو القائمين عليه جميع هيئاته الأعضاء، بكيفية جعلته يقطع خطوات جريئة ويحقق مكاسب باهرة، منحته صفة "بيت الخبرة العربية".وركّز صاحب المقال على أوجه نشاط الاتحاد، وما رافقها من تطوّر كمّي ونوعي في مختلف مجالات اختصاصه :

التبادل الإخباري والبرامجي - الحقوق الرياضية والأحداث الكبرى التي تمّت تغطيتها، في ظلّ موجة الاستحواذ التي طغت في السنوات الأخيرة، مع الإشارة إلى القرار التاريخي الذي اتخذه مجلس وزراء الإعلام العرب – بناء على اقتراح الأسبو - والقاضي بضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الرياضية عبر إشارة مفتوحة وغير مشفّرة.

  • تغطية الأحداث الكبرى في المنطقة العربية وخارجها ومواسم الحجّ.
  • إبلاء أهمّية خاصة للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون وتوسيع فعالياته.
  • دفع حركة الإنتاج العربي المشترك والإنتاج الدولي.
  • إنشاء أكاديمية التدريب الإعلامي.

وخصّص المهندس عبد الرحيم سليمان، الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية بدءا بـ 1 يناير 2019، جانبا من مقاله لانخراط الاتحاد في التحوّلات التي تطرأ على المشهد الإعلامي والاتصالي، مذكّرًا بتطوير أنظمة الاتحاد التكنولوجية، من المينوس إلى المينوس+ فالشبكة السحابية الجديدة، وكذلك بعث لجنة للإعلام الجديد، وتركيز مكتب له ضمن هياكل الإدارة العامة.

وبالنظر إلى القفزة التي حققها القطاع الهندسي والتكنولوجي، يضاف إلى سلسلة المقالات التي تضمّنها ملفّ العدد، بحث أعدّه الدكتور رياض كمال نجم رئيس اللجنة الهندسية ورئيس الاتحاد (سابقا)، وذلك بعنوان : "خمسون عاما من الإنجازات الهندسية". وقد تمّ التمهيد له بالإشارة إلى أوّل جهاز فنّي دائم أنشأه الاتحاد عام 1972، وهو المركز العربي الهندسي بالسودان وتعيين الدكتور أحمد محمود يوسف على رأسه، حيث أشرف على إعداد وتنفيذ الخطط والبرامج الفنية وجمع ونشر المعلومات التقنية وإجراء البحوث المتصلة بالحقل السمعي البصري.

كما تمّ استعراض مختلف الخطوات التي قطعها الاتحاد في مجال تطوير الأنظمة الاتصالية وانعكاساتها الإيجابية على رسالة الاتحاد الإعلامية والفنية والتكنولوجية تجاه هيئاته الأعضاء.